‌‌باب ما جاء في صلاة الاستسقاء2

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في صلاة الاستسقاء2

حدثنا قتيبة قال: حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله، عن عمير مولى آبي اللحم، عن آبي اللحم، «أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أحجار الزيت يستسقي، وهو مقنع بكفيه يدعو»: «كذا قال قتيبة في هذا الحديث، عن آبي اللحم ولا نعرف له عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث الواحد، وعمير مولى آبي اللحم قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وله صحبة»
‌‌

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كثيرًا ما يَدعو اللهَ تَعالى إذا نزَلَ به كَرْبٌ أو شِدَّةٌ؛ فرحْمةُ اللهِ تَعالى بعِبادِه واسِعةٌ؛ فإليه يَلجَؤون؛ ليُفرِّجَ عَنهم كُرُباتِهم، ويُزيلَ شَدائِدَهم.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عُمَيرٌ مَولى بَني آبِي اللَّحْمِ: "أنَّه رأَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَستسْقِي عندَ أحْجارِ الزَّيتِ"، وهو مَكانٌ يقَعُ بالمدينَةِ مِن الحَرَّةِ، وسبَبُ تَسميَتِه بذلك أنَّ أحْجارَها كانت سَوداءَ كأنَّها مطلِيَّةٌ بالزَّيتِ، وهذا المكانُ قريبٌ مِن الزَّوْراءِ، وكان حالُه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنَّه ظلَّ "قائمًا" في صَلاتِه "يَدعو يَستسْقِي، رافِعًا يدَيْهِ قِبَلَ وجْهِهِ"، يَعني: تُجاهَ وجْهِهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "لا يُجاوِزُ بهما رأْسَه"، ومعناه: أنَّه لا يَرْفَعُهما فوْقَ رأْسِه.
وقد ورَد أنَّه صلَّى رَكعتَينِ كما يُصلِّي في العِيدِ، يعني: في هيْئةِ صَلاةِ العِيدِ؛ من حيثُ عدَدُ الرَّكَعاتِ، والجهْرُ بالقِراءةِ، وكان يَجْهَرُ بالقِراءةِ في الاستِسْقاءِ، ويُصلِّي قَبْلَ الخُطبَةِ، ويُكبِّرُ في الاستِسْقاءِ سَبعًا وخَمسًا، ويُحوِّلُ رِداءَه؛ فيَجعَلُ ما باليَمينِ على الشِّمالِ، والعَكْسَ.
وفي الحديثِ: بيانُ رفْعِ اليدَينِ في دُعاءِ الاستِسْقاءِ.