باب ما جاء في صيام الدهر 2
سنن ابن ماجه
حدثنا علي بن محمد، حدثنا وكيع، عن مسعر وسفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي العباس المكي
عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا صام من صام الأبد" (2).
الإسلامُ دِينُ الوسَطيَّةِ والسَّماحةِ في كلِّ الأُمورِ، وقد حثَّ على الاقتِصاد وفِعلِ المُستطاعِ.
وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ عبدُ اللهِ بنُ الشِّخِّيرِ رضِيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه قال: "مَن صام الأبَدَ"، وصيامُ الأبدِ هو سَرْدُ الصِّيامِ طوالَ أيَّامِ السَّنةِ، بما فيها يومَا العِيدينِ، وأيَّامَ التَّشريقِ، وقيل: الصِّيامُ في غيرِ العيدينِ وأيَّامِ التَّشريقِ، "فلا صام ولا أفطَرَ"، وهذا إخبارٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه لا أجْرَ له في صِيامِه، فكأنَّه لم يَصُمْ أصلًا. أو هو دُعاءٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على مَن فعَلَ هذه الطَّريقةِ في الصِّيامِ وتشنيعٌ عليهم؛ وذلك لأنَّ صَومَ الدَّهرِ منهيٌّ عنه، ومُخالِفٌ لسُنَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقد قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كما في الصَّحيحَينِ-: "لكنِّي أصومُ وأُفطِرُ... فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليس منِّي".
وفي الحديثِ: النَّهيُ عن سَرْدِ صيامِ الدَّهرِ.