‌‌باب ما جاء في كراهية الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ومواليه2

‌‌باب ما جاء في كراهية الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ومواليه2

حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي رافع، عن أبي رافع، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا من بني مخزوم على الصدقة، فقال لأبي رافع: اصحبني كيما تصيب منها، فقال: لا، حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله، فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله فقال: «إن الصدقة لا تحل لنا، وإن موالي القوم من أنفسهم»: " هذا حديث حسن صحيح، وأبو را1فع مولى النبي صلى الله عليه وسلم: اسمه أسلم، وابن أبي رافع هو عبيد الله بن أبي رافع كاتب علي بن أبي طالب "
‌‌

كان صَحابةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم لا يُقْدِمون على أمرٍ يكونُ فيه شُبهةٌ إلَّا بعدَ أن يَرجِعوا إليه ويَفصِلَ لهم فيه؛ فإمَّا بالجَوازِ أو النَّهيِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو رافعٍ مولى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم بعَث رجُلًا مِن بَني مَخزومٍ على الصَّدقةِ"، أي: ساعِيًا لِيَجمَعَ الزَّكاةَ، وقيل: إنَّ هذا الرَّجُلَ هو: الأرقَمُ بنُ أبي الأرقَمِ، فقال الرَّجلُ لأبي رافِعٍ: "اصحَبْني"، أي: رافِقْني وصاحِبْني فيما كلَّفني به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم؛ "كَيما تُصيبَ منها"، أي: تُحصِّلَ وتأخُذَ مِن تلك الصَّدقةِ، فقال أبو رافعٍ: "لا، حتَّى آتيَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم فأسألَه"، أي: لن أخرُجَ وأحصُلَ منها على شيءٍ حتَّى يُبيِّنَ لِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم حُكمَ الصَّدقةِ، "فانطَلَق"، أي: ذهب "إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم فسأَله"، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "إنَّ الصَّدقةَ لا تَحِلُّ لنا"، أي: للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم ولبَني عبدِ المطَّلِبِ وبني هاشمٍ، "وإنَّ مَوالِيَ القومِ"، أي: عُتقاءَهم "مِن أنفُسِهم"، أي: حُكمُهم حُكمُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم وأهلِهِ في الصَّدقةِ، فتَحرُمُ على مَواليهم أيضًا.