باب ما جاء في نضح بول الغلام قبل أن يطعم
عن أم قيس بنت محصن، قالت: دخلت بابن لي على النبي صلى الله عليه وسلم لم يأكل الطعام فبال عليه «فدعا بماء فرشه عليه». وفي الباب عن علي، وعائشة، وزينب، ولبابة بنت الحارث وهي أم الفضل بن عباس بن عبد المطلب، وأبي السمح، وعبد الله بن عمرو، وأبي ليلى، وابن عباس. " وهو قول غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعين، ومن بعدهم مثل أحمد، وإسحاق، قالوا: ينضح بول الغلام، ويغسل بول الجارية، وهذا ما لم يطعما، فإذا طعما غسلا جميعا
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَهتَمُّ بأُمورِ الطَّهارةِ وبَيانِ أحكامِها، ومِن ذلك كَيفيَّةُ التَّطهُّرِ مِن بَولِ الأطفالِ الرُّضَّعِ.وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ الصَّحابيَّةُ الجَليلةُ أُمُّ قَيسٍ بنْتُ مِحْصَنٍ رَضيَ اللهُ عنها أنَّها جاءتْ بابنٍ لها صَغيرٍ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقولُها: «لم يَأكُلِ الطَّعامَ» كِنايةٌ على أنَّ الولَدَ كان في سِنِّ الرَّضاعِ، وقد كانتْ هذه عادتَهُم؛ أنْ يَأتُوا بأطْفالِهِم إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيَدعُوَ لهم ويُبارِكَ عليهم، فأخَذَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منها، فأجلَسَه في حَجْرِه، فبالَ الطِّفلُ على ثَوبِه، فاكتفَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ برَشِّ ذلك الثَّوبِ بالماءِ، ولم يَغسِلْه، وهذا مِن التَّيسيرِ في التَّطهُّرِ مِن بَولِ الطِّفلِ الرَّضيعِ الذي لم يَأكُلْ. وقد ثَبَتَ في الرِّواياتِ أنَّه يُرَشُّ بَولُ الصَّبيِّ ويُغسَلُ بَولُ الأُنْثى.
وفي الحَديثِ: حُسنُ خُلقِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وجَبْرُ قُلوبِ الكِبارِ بإكرامِ أطفالِهم وإجلاسِهم في الحَجْرِ، ونحْوِ ذلك.