باب ما جاء فيفضل المشي إلى الصلاة
حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا أبو معاوية، عن هلال بن ميمون، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصلاة في جماعة تعدل خمسا وعشرين صلاة، فإذا صلاها في فلاة فأتم ركوعها وسجودها بلغت خمسين صلاة»، قال أبو داود: قال عبد الواحد بن زياد، في هذا الحديث «صلاة الرجل في الفلاة تضاعف على صلاته في الجماعة» وساق الحديث
لصلاة الجماعة فضل كبير، لعلو درجتها، وسبقها في الأجر والثواب لصلاة المرء منفردا، إلا من صلاها منفردا لعذر فهذا له شأن آخر، كما في هذا الحديث الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "الصلاة في جماعة تعدل"، أي: تساوي، "خمسا وعشرين صلاة"، أي: منفردا في غير جماعة، "فإذا صلاها"، أي: إذا صلى الصلاة "في فلاة"، أي: في صحراء، والمقصود في السفر؛ حيث يصعب وجود جماعة، "فأتم ركوعها وسجودها"، أي: قام بكامل أركان الركوع والسجود؛ من الطمأنينة والخشوع وغيرهما، "بلغت خمسين صلاة"، أي: بلغ أجر المصلي أجر وثواب خمسين صلاة
قال أبو داود- وهو صاحب السنن-: قال عبد الواحد بن زياد: "في هذا الحديث صلاة الرجل في الفلاة تضاعف على صلاته في الجماعة"، أي: صلاة الرجل وحده في الصحراء حال سفره وحيدا تساوي ضعف أجر صلاة الجماعة؛ وذلك لأن صلاته وحده في الصحراء ولا أحد يراه تحقيق للتقوى؛ خشية لله عز وجل، بعيدا عن الرياء والسمعة؛ فكان ثوابه ضعف ثواب المصلي في جماعة. "وساق الحديث"، أي: وأكمل باقي الحديث
وفي الحديث: فضل صلاة الجماعة
وفيه: فضل صلاة الرجل في الخلاء وحده لا يراه إلا الله تعالى
وفيه: الحث على إتمام الركوع والسجود في الصلاة