باب ما جاء فيما يقال عند المريض إذا حضر 2
سنن ابن ماجه
حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا يزيد بن هارون (ح)
وحدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا المحاربي؛ جميعا عن محمد بن إسحاق، عن الحارث بن فضيل، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك
عن أبيه، قال: لما حضرت كعبا الوفاة، أتته أم بشر بنت البراء ابن معرور؛ فقالت: يا أبا عبد الرحمن، إن لقيت فلانا فاقرأ عليه مني السلام. قال: غفر الله لك يا أم بشر، نحن أشغل من ذلك.
قالت: يا أبا عبد الرحمن، أما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن أرواح المؤمنين في طير خضر، تعلق بشجر الجنة؟ " قال: بلى. قالت: فهو ذاك (1).
للشُّهداءِ مَكانةٌ عظيمةٌ عِندَ اللهِ سبحانه وتعالى، ويُكرَّمون بدءًا مِن سَيلانِ أوَّلِ قطرةٍ مِن دِمائِهم، ثمَّ دَفْنِ أجسادِهم وصعودِ أرواحِهم ودخولِهم الجنَّةَ، وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن أرواحِهم: "إنَّ أرواحَ الشُّهَداءِ في طَيرٍ خُضْرٍ"، أي: في طيرٍ مِن طيورِ الجنَّةِ لَونُها أخضَرُ، قيل: تُحفَظُ تلك الأرواحُ في حَواصِلِ تلك الطُّيورِ، "تَعلُقُ مِن ثمَرِ الجنَّةِ، أو شجَرِ الجنَّةِ"، أي: يَكونُ أكْلُها ورَعيُها ومأواها على شَجرِ الجنَّةِ وثِمارِها، وفي روايةٍ: "حتَّى يَبعَثَه اللهُ عزَّ وجلَّ إلى جسَدِه يومَ القيامةِ"، واختُلِفَ في تفسير كونِ الرُّوحِ في طَيرٍ خضر، أو في حواصِلِ طَيرٍ خُضر؛ وعلى أيَّةِ حالٍ كانتْ؛ فالواجبُ هو التَّسليمُ بما ورَدَ بيانُه في الكتاب والسُّنَّةً، ولا سَبيلَ إلى خِلافِه؛ فكلُّ ذلك عندَ اللهِ وفي الجنَّةِ، وليس شيءٌ منه في الأرضِ، وأمورُ الآخِرَةِ والغَيبِ لا تُقاسُ على أمورِ الدُّنيا.