باب ما جاء فيمن يقرأ القرآن عند المنام2
سنن الترمذى
حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو داود، قال: أخبرنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن رجل، عن فروة بن نوفل، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي، قال: " اقرأ: قل يا أيها الكافرون فإنها براءة من الشرك " قال شعبة: أحيانا يقول مرة وأحيانا لا يقولها، حدثنا موسى بن حزام قال: أخبرنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل، عن أبيه، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه بمعناه، وهذا أصح وروى زهير، هذا الحديث عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، «وهذا أشبه وأصح من حديث شعبة، وقد اضطرب أصحاب أبي إسحاق في هذا الحديث، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه»، قد رواه عبد الرحمن بن نوفل، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم " وعبد الرحمن هو: أخو فروة بن نوفل "
كان الصَّحابةُ مِن أحرَصِ النَّاسِ على سُؤالِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عمَّا يَنفَعُهم في دُنياهم وآخِرَتِهم، يُخبِر فَروةُ بنُ نوفَلٍ رَضِي اللهُ عَنه: "أنَّه أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ فقال: يا رسولَ اللهِ، علِّمْني شيئًا أقولُه إذا أوَيتُ إلى فِراشي"، أي: عِندَ الذَّهابِ للنَّومِ لِيَنتفِعَ به في آخِرتِه، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "اقرَأْ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1]"، أي: اقرَأْ سورةَ الكافرون قبل النَّومِ، "فإنَّها بَراءةٌ مِن الشِّركِ"، أي: تُسلِّمُ صاحِبَها مِن الشِّركِ باللهِ مُفيدةً للتَّوحيدِ؛ وذلك لأنَّها اشتمَلَت على نفيِ عبادةِ ما يُعبَدُه المشرِكون بأبلَغِ عبارةٍ، وأوفى تأكيدٍ.
قال شُعبةُ- وهو ابنُ الحَجَّاجِ أميرُ المؤمنِينَ في الحديثِ-: "أحيانًا يَقولُ مرَّةً"، أي: إنَّ أبا إسحاقَ الَّذي يَرْوي عنه شُعبةُ هذا الحديثَ يَذكُرُ لفظَ "مرَّةً"، أي: عند روايتِه للحَديثِ، "وأحيانًا لا يَقولُها"، وهذا مِن الضَّبطِ للرِّواية.