باب ما يقال عند الغضب
حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا أبو معاوية حدثنا داود بن أبى هند عن أبى حرب بن الأسود عن أبى ذر قال إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لنا « إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ».
الغضب والرضا من الأمور الجبلية التي خلق الإنسان بها، وحالة الغضب يفور فيها الدم، وربما استغلق العقل وفعل الإنسان ما لا يدركه في ساعة الغضب
وهذا الحديث يوضح كيف يتغلب الإنسان على غضبه، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس"، أي: إذا أصابه الغضب وهو واقف؛ فليجلس حتى يهدأ، "فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع"، أي: فإن لم يذهب الغضب بالجلوس فليرقد الغضبان على أحد جنبيه أو على ظهره. والمقصود: أن يغير من وضعه الذي غضب فيه ويتحول إلى وضع آخر أكثر هدوءا وطمأنينة؛ لأن القائم الواقف أكثر استعدادا للبطش والتمادي في الغضب، وأما القاعد فهو أقل حركة وأقل بطشا، وكذلك الراقد أو المضطجع؛ فإنه لا يقدر على ذلك