باب من ادان دينا لم ينو قضاءه
سنن ابن ماجه
حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن ثور بن زيد الديلي، عن أبي الغيث مولى ابن مطيع،عن أبي هريرة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" من أخذ أموال الناس يريد إتلافها، أتلفه الله" (1).
حذَّرَ الإسلامُ مِن أكْلِ أمْوالِ النَّاسِ بالباطلِ، وحثَّ على التَّنزُّهِ عنها، وحُسْنِ التَّأديةِ إليهم عندَ المُدايَنةِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِفَضلِ المَدينِ الَّذي يَنوي الوَفاءَ بدَينِه، وبالوَعيدِ لِلمَدينِ الَّذي يَنوي أكْلَ مالِ دائنِه وعدَمَ سَدادِ دَينِه، فيُبيِّنُ أنَّ مَن أخَذَ أموالَ النَّاسِ على سَبيلِ القرْضِ أو غيرِه مِن أوجُهِ المُعامَلاتِ، وهو يَقصِدُ ويَعزِمُ على ردِّ دَينِه؛ يَسَّرَ اللهُ له ما يُؤدِّي منه، وأَرْضَى دَائنَه عنه في الآخرةِ إنْ لم يَستطَعِ الوَفاءَ في الدُّنيا.
أمَّا مَن أخَذَ أموالَ النَّاسِ على سَبيلِ القرْضِ أو غيرِه مِن أوجُهِ المُعامَلاتِ، وهو يُريدُ «إتلافَها»، أي: عدَمَ رَدِّها؛ «أتْلَفَه اللهُ»، أي: أذهَبَ مالَه مِن يَدِه، فلا يَنتفِعُ به في الدُّنْيا؛ لِسُوءِ نِيَّتِه، وعاقَبَه على الدَّينِ في الآخرةِ.
وفي الحديثِ: أنَّ النِّيَّةَ الصَّالحةَ سَببٌ قَويٌّ للرِّزقِ وقَضاءِ الحَوائجِ، وفكِّ الكَرْبِ، وأنَّ النِّيَّةَ السَّيِّئةَ سَببٌ لِلتَّلَفِ والإتلافِ.