باب من ادان دينا وهو ينوي قضاءه 2
سنن ابن ماجه
حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا ابن أبي فديك، حدثنا سعيد ابن سفيان مولى الأسلميين عن جعفر بن محمد، عن أبيه
عن عبد الله بن جعفر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" إن الله مع الدائن حتى يقضي دينه، ما لم يكن فيما يكره الله".
قال: فكان عبد الله بن جعفر يقول لخازنه: اذهب فخذ لي بدين، فإني أكره أن أبيت ليلة إلا والله معي، بعد الذي سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1).
حثَّ الشَّرعُ الحَكيمُ المسلِمين على التَّعاوُنِ والتَّكافُلِ فيما بينَهم، كما حَثَّ الأغنياءَ على فكِّ كُرباتِ النَّاسِ، وجعَل على ذلك الفَضلَ الكبيرَ والأجْرَ والثَّوابَ، كما أمَر الْمَدينَ بعَقْدِ النِّيَّةِ على سَدادِ الدُّيونِ وحُسْنِ الرَّدِّ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ جعفَرٍ: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "إنَّ اللهَ معَ الدَّائنِ حتَّى يَقْضيَ دَينَه"، وفي روايةٍ: "إنَّ اللهَ تبارك وتعالى معَ الْمَدينِ حتَّى يَقضِيَ دَينَه"، أي: الَّذي استَقْرَض مالًا وأصبَح عليه دَينٌ، وهو الْمَدينُ، والمرادُ بمعيَّةِ اللهِ للمَدينِ: إعانتُه بأسبابِ السدادِ كالتوفيقِ إلى الرِّزقِ الحلالِ الذي يَقدِرُ منه على سدادِ دَينِه، "ما لم يَكُنْ فيما يَكرَهُ اللهُ"، أي: إنَّ معيةَ اللهِ تكون مع المَدينِ إذا كان الدَّينُ في رِضاءِ اللهِ كنَفقةِ الأهلِ والعيالِ، والتَّصدُّقِ في نوائبِ الحقِّ ويَصحُبُ ذلك أن يكونَ عِندَه نيَّة لقضاءِ هذا الدَّينِ؛ فقد روى النَّسائيُّ عن عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُتبَةَ، أنَّ ميمونةَ زوْجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم استدانَتْ فقيلَ لها: يا أمَّ المؤمِنين، تَستَدينينَ وليس عِندَكِ وَفاءٌ؟! قالت: إنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يقولُ: «مَن أخَذ دَينًا وهو يُريدُ أن يُؤدِّيَه، أعانَه اللهُ عزَّ وجلَّ».
وفي الحديثِ: التَّرغيبُ في تَحسينِ النِّيَّةِ، والتَّرهيبُ مِن ضدِّ ذلك، وأنَّ مَدارَ الأعمالِ علَيها .