باب من طلق في نفسه ولم يتكلم به
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا علي بن مسهر وعبدة بن سليمان (ح)
وحدثنا حميد بن مسعدة، حدثنا خالد بن الحارث؛ جميعا عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل به، أو تكلم به" (2).
تفَضَّلَ اللهُ سُبحانه على أُمَّةِ الإسلامِ بالفَضلِ العَظيمِ في شَرائعِ الدِّينِ، والتَّيسيرِ ومُضاعَفةِ الأَجْرِ، وغُفْرانِ الذُّنوبِ، والتَّجاوُزِ عن خطَأِ المسلِمِ في مَواضِعَ كَثيرةٍ، وهذا مِن فَضْلِه ورَحمتِه سُبحانَه.
وفي هذا الحديثِ مَظهَرٌ مِن مَظاهرِ رَحمةِ اللهِ تَعالى بهذه الأُمَّةِ، حيثُ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ رفَعَ الحِسابَ والعِقابَ، فلم يُؤاخِذْ أفرادَ الأُمَّةِ بما حدَّثَ الواحدُ منهم به نفْسَه مِنَ الشَّرِ، مِن غيرِ إرادةٍ منه، فهذا مَعفوٌّ عنهُ، ولا يَترتَّبُ عليه إثمٌ ما دامَ لمْ يَعمَلْ بجَوارحِه هذا الشَّرَّ، أو يَتكلَّمْ به بلِسانِه، وهذا مِن فضْلِ اللهِ على أُمَّةِ الإسلامِ.