باب: من غش رعيته ولم ينصح لهم 1
بطاقات دعوية
عن الحسن قال عاد عبيد الله بن زياد معقل بن يسار المزني في مرضه الذي مات فيه قال معقل إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو علمت أن لي حياة ما حدثتك إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. (م 6/ 9
تَولِّي أمْرِ النَّاسِ والتَّأمُّرُ عليهم فيه تَكليفٌ بالقِيامِ بِمَصالِحِهم ورِعايَتِها بِحَسَبِ ما أَوْضَحه الشَّرعُ المُطهَّرُ، والإمارةُ ليْست تَرفُّعًا وتَجبُّرًا على النَّاسِ كما يَفعَلُ كَثِيرٌ مِن الأُمَراءِ الذين يَنْسَوْن حُقوقَ النَّاسِ، وتُصبِحُ الإمارةُ في نَظَرِهم مَغْنَمًا لهم ومَرْتعًا، فهؤلاء ستَكونُ الإمارةُ عليهم وَبالًا وخِزْيًا يومَ القيامةِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ كلَّ أَحَدٍ جَعَلَه اللهُ تعالى راعيًا ومَسؤولًا على رَعِيَّةٍ مَهْمَا قلَّت، ويَشْمَلُ ذلك الأميرَ ولو على ثَلاثةِ نَفَرٍ، ويَشمَلُ كذلك الرَّجُلَ في بيتِه والمرأةَ في بيْتِها، فقصَّر في حَقِّ رَعِيَّتِه، ولم يَرْعَهَا ويَنصَحْ لها، فضَيَّعَ حُقوقَها الدِّينيَّةَ والدُّنيويَّةَ؛ فعُقوبتُه عند اللهِ شَديدةٌ، وهي: ألَّا يَشَمَّ رائحةَ الجنَّةِ التي تُشَمُّ مِن مَسافةِ سَبعينَ سَنَةً، كما عند أحمدَ، وفي روايةٍ عنده: مائة عامٍ، وهذا يدُلُّ على بُعدِه عنها وعدَمِ دُخولِه إيَّاها، وإنْ كان مِن أهلِ التوحيدِ فيَدخُلُها بأحدِ أسبابِ دُخولِها: كالتَّطهِيرِ بالعذابِ، أو المَغفرةِ، أو غَلَبَةِ الحَسَناتِ.
وفي الحَديثِ: بيانُ سُوءِ عاقِبَةِ مَن تولَّى أمورَ الناسِ ولم يَقُمْ بِحُقوقِهم.