‌‌باب من لا تحل له الصدقة

سنن الترمذى

‌‌باب من لا تحل له الصدقة

حدثنا أبو بكر محمد بن بشار قال: حدثنا أبو داود الطيالسي قال: حدثنا سفيان بن سعيد، ح وحدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن ريحان بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة سوي» وفي الباب عن أبي هريرة، وحبشي بن جنادة، وقبيصة بن مخارق.: «حديث عبد الله بن عمرو حديث حسن»، وقد روى شعبة، عن سعد بن إبراهيم هذا الحديث بهذا الإسناد ولم يرفعه، وقد روي في غير هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تحل المسألة لغني ولا لذي مرة سوي» وإذا كان الرجل قويا محتاجا ولم يكن عنده شيء، فتصدق عليه أجزأ عن المتصدق عند أهل العلم ووجه هذا الحديث عند بعض أهل العلم على المسألة "
‌‌

كان النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُربِّي أصحابَه رَضِي اللهُ عنهم على معانِي العِزَّةِ والكَرامَةِ، ومِن ذلك: قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لا تَحِلُّ الصَّدقةُ لِغَنِيٍّ"، أي: لا يَحِقُّ لِمَن يَملِكُ المالَ أن يَستزِيدَ مِن أموالِ الصَّدقاتِ والزَّكَوَاتِ، والمراد بالغَنِيِّ: مَن مَعَه ما يَكفِيه حاجتَه لِيَومِه، "ولا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ"، أي: القَوِيِّ صحيحِ البَدَنِ الَّذِي يَقدِرُ على العملِ وبذلِ الجهدِ لكَسبِ ما يَكفِيه مِن المالِ والقُوتِ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على العملِ، والتعفُّفُ عن: سؤالِ النَّاس وطلبِ الصَّدقاتِ.
وفيه: تربيةُ النَّاسِ على العِزَّةِ، وإبعادُهم عن مَواطِنِ المَذَلَّةِ والامتِهان.