باب المضمضة من اللبن
عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فدعا بماء فمضمض، وقال: «إن له دسما»، وفي الباب عن سهل بن سعد، وأم سلمة،: وهذا حديث حسن صحيح وقد رأى بعض أهل العلم المضمضة من اللبن، وهذا عندنا على الاستحباب، ولم ير بعضهم المضمضة من اللبن
هذا الحديثُ يَتناولُ أدبًا مِن آدابِ الأكلِ، وهو المَضْمضةُ بعْدَ الطَّعامِ المُشتمِلِ على الدُّهونِ؛ فيروي عبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَمَّا شرِبَ اللَّبَن تَمضمَضَ بأن أدخَلَ الماءَ في فَمِه ثم حرَّكه ليُنظِّفَ فمَه من آثارِ اللَّبَنِ، وبيَّن العلَّةَ مِن ذلك بقولِه: «إنَّ له دَسَمًا»، يُشيرُ إلى الدُّهونِ الَّتي يَحتوي عليها اللَّبَنُ، ويَلحَقُ باللَّبَنِ كلُّ الأطعمةِ والأشربةِ الَّتي على هذه الصِّفةِ مِن الدَّسَمِ والدُّهونِ، فينبغي لمن شَرِبَه أن ينظِّفَ فَمَه منه؛ خشيةَ أن يُحْدِثَ ذلك الدَّسمُ في الفَمِ رائحةً كريهةً، أو يبقى منه شيءٌ في الفَمِ، فيَصِلُ إلى المَعِدةِ أثناءَ الصَّلاةِ.
وفي الحَديثِ: الحَثُّ على التنَظُّفِ وطهارةِ الفَمِ ممَّا يَعلَقُ به من بقايا الأطعِمَةِ والأشرِبَةِ.