باب مناقب أسامة بن زيد رضي الله عنه1
سنن الترمذى
حدثنا أبو كريب قال: حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن عبيد بن السباق، عن محمد بن أسامة بن زيد، عن أبيه، قال: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم هبطت وهبط الناس المدينة، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أصمت فلم يتكلم، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم «يضع يديه علي ويرفعهما فأعرف أنه يدعو لي»: هذا حديث حسن غريب "
وفي هذا الحديثِ: يقولُ أسامةُ بنُ زيدٍ رَضيَ اللهُ عنه: "لَمَّا ثَقُلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، أي: لَمَّا مَرِضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَرَضَ الموتِ، "هَبطتُ وهَبطَ النَّاسُ المدينةَ"، أي: جئتُ إلى المدينةِ وجاء النَّاسُ؛ ليُودِّعوا رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "فدَخَلتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقَدْ أَصْمَتَ فلَمْ يتكلَّمْ"، أي: فحضرتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ودَخَلْتُ عليه حُجْرتَهُ وهو في فِراشِ الموتِ، وقد اشْتدَّ عليه مَرَضُ الموتِ فأَصْبَحَ ساكتًا لا يتكلَّمُ ولا يَنْطِقُ، "فجَعَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَضَعُ يَدَيْهِ عليَّ ويَرْفَعُهما"، أي: لَمَّا دَخَلَ أُسامةُ بنُ زيدٍ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم واقْتَرَبَ منه بَدَأَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَضَعُ يَدَهُ على أسامةَ ثُمَّ يَرْفَعُها إلى السَّماءِ كأنَّه يَدْعو له؛ قال أسامةُ: "فأَعْرِفُ أنَّه يَدْعو لي"، أي: فعَرَفَ أسامةُ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَدْعو له لَمَّا وَضَعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَدَهُ عليهِ ثُمَّ رَفَعَها إلى السَّماءِ، وفي هذا إشارةٌ إلى شِدَّةِ حُبِّ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأُسامةَ بنِ زيدٍ رضِيَ اللهُ عنه، حيثُ دَعا له في هذا الموطنِ.