باب مناقب الزبير بن العوام رضي الله عنه
سنن الترمذى
حدثنا هناد قال: حدثنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير، قال: جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم قريظة فقال: «بأبي وأمي»: «هذا حديث حسن صحيح»
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أحْسنَ الناسِ عِشرةً ومُخالطةً لأصحابِه؛ فقد أكْرَمَهم وأظهَر حُبَّه لهم، وقِيمَتَهم عندَه، حتَّى فادى بَعْضَهم بأبيه وأمِّه، كما في هذا الحديثِ، حيثُ يقولُ الزُّبيرُ رَضِي اللهُ عَنه: "جمَع لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أبَوَيه يومَ قُريظةَ"، أي: يَفْدِيه بهِما، وهذا مِن الشَّرفِ العظيمِ للزُّبيرِ، ثمَّ أوضَح ما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بقولِه: "فقال"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "بأبي وأمِّي"، أي: قال للزُّبيرِ تِلك الكلمةَ، وهي تَعْني أَفْديك بأبي وأمِّي، ويُوضِّحُ سببَ ذلك ما روَى البخاريُّ ومسلم عن عبدِ اللهِ بن الزُّبيرِ، قال: «كنتُ يوم الأحزاب جُعِلْتُ أنا وعمرُ بنُ أبي سلمةَ مع النِّساءِ، يعني نسوةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في أُطُمِ حَسَّان بنِ ثابت"، وهو بناء مرتفعٌ، "فنظرتُ، فإذا أنا بالزبيرِ على فرسِه يختلفُ إلى بَنِي قُريظةَ، فلمَّا رجع قلتُ: يا أبَتِ، رأيتُكَ تختلِفُ؟ قال: وهل رأيتَني يا بنيَّ؟ قلتُ: نعمْ، قال: كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: مَن يأتي بني قُريظةَ فيأتيني بخبرِهم؟ فانطلقتُ، فلمَّا رَجَعتُ جمَعَ لي رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم أبويه، قال: فداكَ أبي وأمِّي".
وفي الحديثِ: مَنقبةٌ وفَضيلةٌ ظاهرةٌ للزُّبيرِ رَضِي اللهُ عنه.