باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه41
سنن الترمذى
حدثنا محمد بن حميد الرازي قال: حدثنا إبراهيم بن المختار، عن شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمر بسد الأبواب إلا باب علي»: " هذا حديث غريب لا نعرفه عن شعبة بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه
كان أبو بَكْرٍ رضِي اللهُ عنه أَقْرَبَ الناسِ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فهو رَفِيقُه في هِجرتِه، وهو أعظَمُ هذه الأُمَّةِ إيمانًا وتصديقًا، ولهذا كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُقدِّمُه على غيرِه من الأصحابِ.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أُمُّ المُؤمِنينَ عائِشَةُ رضِيَ اللهُ عنها: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَمَرَ بسَدِّ الأبوابِ الشَّوارِعِ"، أي: المَفْتوحةِ "في المسجِدِ"، أي: مسجِدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، حيثُ كان بعضُ الصَّحابةِ فَتَحوا أبوابًا في دِيارِهم إلى المسجِدِ، فأَمَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بسَدِّها كُلِّها؛ "إلَّا بابَ أبي بَكرٍ رضِيَ اللهُ عنه"، أي: تَرَكَ بابَه الذي يدخُلُ منه إلى المسجِدِ، ليُظهِرَ لهم فضلَه، ومكانَته رضِيَ اللهُ عنه، كما أمَرَهم بأنْ يَؤُمَّهم أبو بَكرٍ في الصَّلاةِ في مَرَضِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فكأنَّه لم يرْضَ لأحَدٍ غيرِ أبي بَكرٍ أنْ يَؤُمَّ المُسلِمينَ، ولا أنْ يكونَ لأحَدِهم بابٌ في المسجِدِ إلَّا أبا بَكرٍ إرشادًا إلى خِلافَتِه للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الذي كانتْ له هذه الخصائِصُ.
وفي الحديثِ: مَنقبَةٌ ظاهرةٌ لأبي بَكرٍ رضِيَ اللهُ عنه.