باب ولى العمد يأخذ الدية
حدثنا عباس بن الوليد بن مزيد أخبرنا أبى حدثنا الأوزاعى حدثنى يحيى ح وحدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنى أبو داود حدثنا حرب بن شداد حدثنا يحيى بن أبى كثير حدثنى أبو سلمة بن عبد الرحمن حدثنا أبو هريرة قال لما فتحت مكة قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال « من قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما أن يودى أو يقاد ». فقام رجل من أهل اليمن يقال له أبو شاه فقال يا رسول الله اكتب لى - قال العباس اكتبوا لى - فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « اكتبوا لأبى شاه ». وهذا لفظ حديث أحمد. قال أبو داود اكتبوا لى يعنى خطبة النبى -صلى الله عليه وسلم-.
الكتابة من أدوات حفظ العلم المهمة؛ ولذا حرص الصحابة عليها فيما أمكن كتابته من الوحي
وفي هذا الحديث يقول أبو سعيد رضي الله عنه: "استأذنا النبي صلى الله عليه وسلم في الكتابة"، أي: طلبنا الإذن منه في كتابة أحاديثه وكلامه "فلم يأذن لنا"، أي: منعهم من كتابة أحاديثه، ولكن في الصحيحين أنه لما خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة، قام رجل من أهل اليمن فقال: اكتب لي يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: اكتبوا لأبي شاه"، وهذا أمر صريح بالكتابة، وفي الصحيحين أيضا أنه لما اشتد وجع النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده"؛ فقيل: كان ذلك النهي عن الكتابة في بداية الأمر، ثم استقر الأمر على مشروعية كتابة الحديث؛ فيكون الإذن في الكتابة ناسخا، والنهي منسوخا، وكان النهي لعلة، فلما زالت العلة أذن في الكتابة؛ فربما كان المانع منه هو خشية اختلاط حديث النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن، فنهى عن كتابته إلا في أفراد وحوادث قليلة لمحتاج ونحوه، فلما كمل الوحي انتفت تلك العلة