باب ولى العمد يأخذ الدية
![باب ولى العمد يأخذ الدية](https://ghondur.com/a/uploads/images/202407/image_870x_66a2cd8a3965c.jpg)
حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا ابن أبى ذئب قال حدثنى سعيد بن أبى سعيد قال سمعت أبا شريح الكعبى يقول قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « ألا إنكم يا معشر خزاعة قتلتم هذا القتيل من هذيل وإنى عاقله فمن قتل له بعد مقالتى هذه قتيل فأهله بين خيرتين أن يأخذوا العقل أو يقتلوا ».
( سمعت أبا شريح ) : بالتصغير ( الكعبي ) : هو أبو شريح خويلد بن عمرو الكعبي العدوي الخزاعي أسلم قبل الفتح ومات بالمدينة سنة ثمان وستين روى عنه جماعة وهو مشهور بكنيته ( ألا ) بفتح الهمزة واللام المخففة وهي كلمة تنبيه تدل على تحقق ما بعدها وتأتي لمعان أخر ( خزاعة ) : بضم الخاء المعجمة وبالزاي وهي قبيلة كانوا غلبوا على مكة وحكموا فيها ثم أخرجوا منها فصاروا في ظاهرها وهذا من تتمة خطبته صلى الله عليه وسلم يوم الفتح , وكانت خزاعة قتلوا في تلك الأيام رجلا من قبيلة بني هذيل بقتيل لهم في الجاهلية , فأدى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم ديته لإطفاء الفتنة بين الفئتين ( هذا القتيل ) : أي المقتول ( من هذيل ) : بالتصغير ( وإني عاقله ) : أي مؤد ديته من العقل وهو الدية سميت به لأن إبلها تعقل بفناء ولي الدم أو لأنها تعقل أي تمنع دم القاتل عن السفك ( فأهله ) : أي وارث القتيل ( بين خيرتين ) : بكسر ففتح ويسكن أي اختيارين , والمعنى مخير بين أمرين
وقال بعض شراح المصابيح : الخيرة الإثم من الاختيار ( بين أن يأخذوا ) : أي أولياء المقتول ( العقل ) : أي الدية من عاقلة القاتل ( أو يقتلوا ) : أي قاتله
قال الخطابي : فيه بيان أن الخيرة إلى ولي الدم في القصاص وأخذ الدية , وأن القاتل إذا قال لأعطينكم المال فاستفيدوا مني واختار أولياء الدم المال كان لهم مطالبته به , ولو قتله جماعة كان لولي الدم أن يقتل منهم من شاء ويطالب بالدية من شاء , وإلى هذا ذهب الشافعي وأحمد وإسحاق.
وقد روي هذا المعنى عن ابن عباس , وهو قول سعيد بن المسيب والشعبي وابن سيرين وعطاء وقتادة.
وقال الحسن والنخعي ليس لأولياء الدم إلا الدم إلا أن يشاء القاتل أن يعطي الدية انتهى.
قال المنذري : والحديث أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح.