باب: ومن سورة مريم4
سنن الترمذى
حدثنا عبد بن حميد قال: حدثنا يعلى بن عبيد قال: حدثنا عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: «ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟» قال: فنزلت هذه الآية {وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا} [مريم: 64] إلى آخر الآية. هذا حديث حسن. حدثنا الحسين بن حريث قال: حدثنا وكيع، عن عمر بن ذر، نحوه
كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَشتاقُ لِلقاءِ جِبريلَ عليه السَّلامُ، فقال له مَرَّةً: «ألَا تَزورُونا أكثَرَ مِمَّا تَزورُنا»، و«ألَا» لِلحَثِّ على فِعلِ الشَّيءِ، فكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَرْجو نُزولَ جِبريلَ السَّلامُ عليه بالوَحْيِ أكثَرَ مِمَّا كان يَنزِلُ؛ اشتِياقًا لِمَا يَحمِلُه مِن كَلامِ اللهِ تَعالى، فنَزَلَ قَولُه تَعالى: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64]، يَعني: لا تَنزِلُ المَلائِكةُ بالوَحْيِ إلَّا بأمْرٍ مِنَ اللهِ تَعالى، فهو يَعلَمُ ما أمامَنا، وما وَراءَنا مِنَ الأماكِنِ والأزمانِ، لا نَنتَقِلُ مِن مَكانٍ إلى مَكانٍ إلَّا بأمْرِه، ولا نَنزِلُ في زَمانٍ دُونَ زَمانٍ إلَّا بمَشيئَتِه، فلا يَفوتُه شَيءٌ، ولا تَجوزُ عليه الغَفلةُ والنِّسيانُ.
وفي الحَديثِ: طَلَبُ زِيارةِ أهلِ الخَيرِ إلى البَيتِ؛ مِن أجْلِ الانتِفاعِ بصُحبَتِهم.