‌‌باب ما جاء في سجدتي السهو بعد السلام والكلام3

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في سجدتي السهو بعد السلام والكلام3

حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا هشيم، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم سجدهما بعد السلام. هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه أيوب، وغير واحد، عن ابن سيرين، " وحديث ابن مسعود حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم قالوا: إذا صلى الرجل الظهر خمسا فصلاته جائزة، وسجد سجدتي السهو، وإن لم يجلس في الرابعة، وهو قول الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وقال بعضهم: إذا صلى الظهر خمسا ولم يقعد في الرابعة مقدار التشهد فسدت صلاته وهو قول سفيان الثوري، وبعض أهل الكوفة
‌‌

الصَّلاةُ عِبادةٌ رُوحيَّةٌ، وفيها يَقِفُ العبْدُ بين يدَيْ ربِّه سُبحانَه وتعالى، ويلزَمُ فيه الخُشوعُ والتَّدبُّرُ وعدَمُ الانشغالِ بأحوالِ الدُّنيا، وربَّما يَسْهو فيها العبْدُ، فيَنْقُصُ أو يَزيدُ في بعضِ أفعالِها، وهذا السَّهوُ يحتاجُ إلى ما يجبُرُه، وقد شرَعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سجدَتَيِ السَّهوِ لمثْلِ ذلك.
وفي هذا الخبرِ يُخْبِرُ التَّابعيُّ علقمةُ النَّخَعيُّ: "أنَّ ابنَ مسعودٍ سجَدَ سجدتَيِ السَّهوِ بعدَ السَّلامِ، وذكَرَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فعَلَ ذلك" أي: سجَدَ سَجدتينِ عَقِبَ التَّسليمِ لَمَّا وقَعَ منه نِسيانٌ في الصَّلاةِ.