بقية حديث الصعب بن جثامة 19
مسند احمد
حدثنا أبو القاسم بن أبي الزناد، عن الزنجي، قال: «رأيت الزهري، صابغا رأسه بسواد»
فخضاب الشعر بالسواد لغير المجاهد للعدو محرم على الصحيح من أقوال أهل العلم
وسبب تحريمه نهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه، وقد علل بعض العلماء ذلك بأنه من أجل منع الغرور والكبر فيمن ظهر فيه الشيب، وحمله على الطاعة والتوبة، وذكر الموت والآخرة
وروى ابن أبي شيبة عن مجاهد أن أول من خضب بالسواد فرعون, ومخالفة طاغوت الكفر مقصودة شرعاً
وأما استحباب تغيير الشيب بغير السواد فإنه لا يمنع العلل المذكورة؛ بل تتحقق فائدتان ذكرهما النووي رحمه الله: الأولى: تنظيف الشعر مما تعلق به. والثانية: مخالفة أهل الكتاب، ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم وأخرجه الترمذي بلفظ: غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود