تأويل قول الله عز وجل: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني، والقرآن العظيم} [الحجر: 87] 4

سنن النسائي

تأويل قول الله عز وجل: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني، والقرآن العظيم} [الحجر: 87] 4

أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن زرارة، عن عمران بن حصين قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر، فقرأ رجل خلفه: سبح اسم ربك الأعلى، فلما صلى قال: «من قرأ سبح اسم ربك الأعلى؟» قال رجل: أنا. قال: «قد علمت أن بعضكم قد خالجنيها»

الصَّلاةُ عِبادةٌ تَوقيفيَّةٌ، وقد علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أركانَها وكيفيَّتَها، وهيئتَها، وكلَّ ما يَتعلَّقُ بها قولًا وفِعلًا
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عِمرَانُ بنُ حُصَينٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُصلِّي الظُّهرَ ذاتَ مَرَّةٍ، وكانَ رجُلٌ منَ المأمومينَ خَلفَه يَقرَأُ سُورةَ الأعلَى، ورَفَع صَوتَه بها، فأنكَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك، فلَمَّا انصرَفَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وانتهى من صلاتِه، سألَ عمَّن قرأ بصَوتٍ عالٍ، فَقالَ رَجُلٌ: «أنَا»، فقالَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «قدْ ظَنَنْتُ أنَّ بعْضَكم خَالَجَنِيهَا»، أي: قد عَلِمتُ أنَّ بَعضَكم نَازَعَنيهَا، كأنَّه يَنزِعُ ذلك من لِسانِه، ويُخلِّطُ عليه؛ لمَوضِعِ جَهرِه بها، والمقصودُ: الإنكارُ على هذا الرَّجُلِ في جَهرِه أو رفعِ صَوتِه بحيثُ أسمَعَ غيرَه، لا إنكارُ أصلِ القِراءةِ
وفي الحديثِ: قِراءةُ السُّورةِ بعدَ الفاتحةِ في الصَّلاةِ السِّريَّةِ للإمامِ والمأمومِ
وفيه: تَحذيرُ المأمومِ من رفعِ الصَّوتِ بالقراءةِ في صلاةِ الجماعةِ، سِرّيَّةً كانت أو جَهريَّةً