تأويل قول الله عز وجل: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني، والقرآن العظيم} [الحجر: 87] 5
سنن النسائي
أخبرنا قتيبة قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن عمران بن حصين، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الظهر أو العصر، ورجل يقرأ خلفه، فلما انصرف قال: «أيكم قرأ بسبح اسم ربك الأعلى؟» فقال رجل من القوم: أنا ولم أرد بها إلا الخير. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «قد عرفت أن بعضكم قد خالجنيها»
الصَّلاةُ عِبادةٌ تَوقيفيَّةٌ، وقد علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أركانَها وكيفيَّتَها، وهيئتَها، وكلَّ ما يَتعلَّقُ بها قولًا وفِعلًا
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عِمرَانُ بنُ حُصَينٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُصلِّي الظُّهرَ ذاتَ مَرَّةٍ، وكانَ رجُلٌ منَ المأمومينَ خَلفَه يَقرَأُ سُورةَ الأعلَى، ورَفَع صَوتَه بها، فأنكَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك، فلَمَّا انصرَفَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وانتهى من صلاتِه، سألَ عمَّن قرأ بصَوتٍ عالٍ، فَقالَ رَجُلٌ: «أنَا»، فقالَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «قدْ ظَنَنْتُ أنَّ بعْضَكم خَالَجَنِيهَا»، أي: قد عَلِمتُ أنَّ بَعضَكم نَازَعَنيهَا، كأنَّه يَنزِعُ ذلك من لِسانِه، ويُخلِّطُ عليه؛ لمَوضِعِ جَهرِه بها، والمقصودُ: الإنكارُ على هذا الرَّجُلِ في جَهرِه أو رفعِ صَوتِه بحيثُ أسمَعَ غيرَه، لا إنكارُ أصلِ القِراءةِ
وفي الحديثِ: قِراءةُ السُّورةِ بعدَ الفاتحةِ في الصَّلاةِ السِّريَّةِ للإمامِ والمأمومِ
وفيه: تَحذيرُ المأمومِ من رفعِ الصَّوتِ بالقراءةِ في صلاةِ الجماعةِ، سِرّيَّةً كانت أو جَهريَّةً