تخليق المساجد
سنن النسائي
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا عائذ بن حبيب قال: حدثنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة في قبلة المسجد، فغضب حتى احمر وجهه، فقامت امرأة من الأنصار فحكتها وجعلت مكانها خلوقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أحسن هذا»
للمساجِدِ حُرمةٌ عظيمةٌ في الإسلامِ، وقد أمَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بتَطْهيرِها وتَنظيفِها، وحِفظِها من كلِّ ما يُستقذَرُ
وفي هذا الحديثِ يُخبِر أبو سعيدٍ الخُدريُّ: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم رأى نُخامةً في قِبْلةِ المسجِدِ"، والنُّخامةُ: هي ما يُبصَقُ مِن الفَمِ مِن لُعابٍ وغيرِه، "فغَضِب حتَّى احمَرَّ وجهُه"؛ لأنَّ القِبْلةَ هي الجِهةُ الَّتي يَستَقبِلُ بها المصلِّي وجْهَ ربِّه، كما قال في روايةٍ أخرى: "إنَّ اللهَ قِبَلَ أحَدِكم، فإذا كان في صَلاتِه، فلا يَبزُقَنَّ"
قال: "فجاءَتْه امرأةٌ مِن الأنصارِ فحَكَّتْها"، أي: أزالَتِ النُّخامَةَ مِن القِبلَةِ، "وجعَلَت مَكانَها خَلُوقًا"، وهو نوعٌ مِن الطِّيبِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ما أحسَنَ هذا!"، فكأنَّه رَضِي عن إزالةِ النُّخامةِ وتَطْييبِ مَكانِها
وفي الصحيحين أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم نَهَى أن يَبزُقَ الرَّجلُ وهو في الصَّلاةِ بينَ يدَيْه أو عن يَمينِه، ولكنْ عن يَسارِه أو تحتَ قدَمِه اليُسْرى"، وقال: "البُزاقُ في المسجدِ خطيئةٌ، وكفَّارتُها دَفنُها"، وهذا بيانٌ لكيفيَّةِ التَّخلُّصِ مِن النُّخامةِ والبُصاقِ لِمَن اضطُرَّ لذلك في المسجِدِ، وقد يُستَعاضُ عن ذلك بالمِنْديلِ وما شابَهه
وفي الحديثِ: تعظيمُ المساجِدِ عن أَثْفالِ البدَنِ وعَن كلِّ ما يُستقذَرُ
وفيه: احتِرامُ جِهةِ القِبْلةِ
وفيه: الترغيب في تَخْليقِ المساجدِ وتَطيبيِها، واتِّخاذِ الخَلوقِ لها