تطويل الجمة

سنن النسائي

تطويل الجمة

أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا سفيان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ولي جمة، قال ذباب: وظننت أنه يعنيني، فانطلقت فأخذت من شعري، فقال: «إني لم أعنك وهذا أحسن»

المسلِمُ الحقُّ يَهتَمُّ بالنَّظافَةِ؛ فقد أمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بذلك؛ ومن ذلك اهتِمامُ المسلِمِ بشَعرِه
وفي هذا الحَديثِ يقولُ وائلُ بنُ حُجْرٍ رضِيَ اللهُ عنه: أتيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ولي شَعرٌ طويلٌ، فلمَّا رَآني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال: "ذُبابٌ ذُبابٌ"، أي: قَبيحٌ قَبيحٌ، "قال" وائلُ بنُ حُجْرٍ: ففهِمْتُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال تِلك الكلِماتِ في شَعرِي الطَّويلِ، "فرجعْتُ" من مجلِسِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إلى بيْتِي، "فجزَزْتُه"، أي: قطعْتُ وقصَّرْتُ ما طالَ مِن شَعْرِي، "ثمَّ أتيْتُه"، أي: رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، "من الغَدِ" في اليومِ التَّالي، "فقال" رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "إنِّي لمْ أعْنِكَ"، أي: لم أقصِدْكَ، ولم أرِدْكَ بقولي: "ذُبابٌ ذُبابٌ"، "وهذا"، أي: تَقصيرُ الشَّعرِ، "أحسَنُ" من إطالَتِه وإنْ كانتِ الإطالَةُ لا بأْسَ بها، وكأنَّ النَّبيَّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ يقولُ له: إنْ كنتَ قدْ أسأْتَ الفهْمَ فقد أحسنْتَ العمَلَ
وفي الحَديثِ: فَضيلَةُ الصَّحابَةِ ومُبادرَتُهم إلى إزالَةِ ما ظَنَّ أنَّه كُرِه منهم
وفيهِ: الاعتِذارُ لِمَن خُشِيَ كسْرُ قلْبِه، وتأْليفُه وجبْرُ قلْبِه