‌‌تعجيل الظهر في البرد

سنن النسائي

‌‌تعجيل الظهر في البرد

أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدثنا خالد بن دينار أبو خلدة قال: سمعت أنس بن مالك يقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان الحر أبرد بالصلاة، وإذا كان البرد عجل»

قال اللهُ تعالَى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، وقال تعالَى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]، وهاتانِ الآيتانِ أُصلٌ في التَّشريعِ؛ فكلُّ أمْرٍ تَرتَّبَ عليه المَشقَّةُ والحرَجُ فإنَّه مَدفوعٌ بهذا الأصلِ

وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُبكِّرُ بصَلاةِ الجُمعةِ إذا اشتَدَّ البَرْدُ؛ لأنَّ أوَّلَ وَقتِ الجُمعةِ تكونُ الشَّمسُ فيه في بِدايةِ زَوالِها، وتكونُ دَرجةُ الحرارةِ في أكثَرِ مُعدَّلاتِها، ثمَّ تَأخُذُ في الانخفاضِ مع مُرورِ الوقتِ؛ ولذلك كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُبكِّرُ بها في البَردِ؛ حتَّى يَخرُجَ لها المسلِمون في أكثرِ أوقاتِها دِفئًا. وكان إذا اشتَدَّ الحرُّ يُؤخِّرُ الصَّلاةَ حتى يَبرُدَ الجوُّ؛ رَأْفةً ورَحمةً بالمؤمنينَ، وهذه السُّنَّةُ في صَلاةِ الظُّهرِ بصِفةٍ عامَّةٍ، وليست في صَلاةِ الجُمُعةِ فقطْ.وذُكِرَ في رِوايةِ بِشرِ بنِ ثابتٍ أنَّ سبَبَ ذِكرِ أنسٍ رَضيَ اللهُ عنه للحديثِ كان إجابةً عن سُؤالٍ للأميرِ الحَكَمِ بنِ أبي عقيلٍ الثَّقَفيِّ أميرِ البَصرةِ، حينَ سَأَلَه عن مَواقيتِ صَلاةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لصَلاةِ الظُّهرِ، وكان ذلك السُّؤالُ عَقِبَ صَلاةِ الأميرِ بهم الجُمُعةَ