حديث أبي شريح الخزاعي 3
مسند احمد
حدثنا حجاج، وروح، قالا: حدثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي شريح الكعبي، وقال روح: عن أبي هريرة، إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن» قالها [ص:293] ثلاث مرات، قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: «الجار لا يأمن جاره بوائقه» ، قالوا: وما بوائقه؟ قال: «شره»
يُوصينا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دائمًا بالإحسانِ إلى الجارِ ومُعاملتِه مُعاملةً طيِّبةً، والبُعدِ عن إيذائِه
وفي هذا الحَديثِ يُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «واللهِ لا يُؤمِنُ، واللهِ لا يُؤمِنُ، واللهِ لا يُؤمِنُ»، أي: إيمانًا كاملًا، وكرَّرها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثلاثًا للتحذيرِ الشَّديدِ، فسأله الحاضِرون: ومَن الَّذي لا يُؤمِنُ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «الَّذي لا يَأمَنُ جارُه بَوايِقَه»، والبوايقُ والبوائقُ: جمعُ بائقةٍ، وهي الدَّاهيةُ والبَلِيَّةُ، والفَتْكُ والشُّرُور، والظُّلمُ والجَورُ والتَّعدِّي، والمُرادُ: أنَّ المُؤمِنَ لا يَبلُغُ الإيمانَ الكاملَ حتَّى يَمنَعَ أذاهُ وضَرَرَهُ عن جارِه
وفي الحَديثِ: التَّشديدُ في حِفظِ الجارِ مِن الأذَى والضَّررِ
وفيه: أنَّ أمانَ الجارِ مِن كَمالِ الإيمانِ، وبُلوغِ أعلى دَرَجاتِه