حديث أنس بن مالك، عن أبي بن كعب
مسند احمد
حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن عباد المكي، حدثنا أبو ضمرة، عن يونس، عن الزهري، عن أنس قال: كان أبي، يحدث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فرج سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل، ففرج صدري، ثم غسله من ماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب مملوء حكمة وإيمانا، فأفرغها في صدري، ثم أطبقه
وفي هذا الحَديثِ يَروي أبو ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخبَرَ وهو في مَكَّةَ قَبلَ الهِجرةِ، وقد كان في بَيتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أنَّ جِبريلَ نزَلَ مِنَ السَّماءِ، ودَخَلَ مِن سَقفِ بَيتِه بَعدَ أنِ انشَقَّ وفُتِحَ منه فَتحةٌ، فنزَلَ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ففَرَجَ صَدرَه الشَّريفَ، ثم غَسَلَه بماءِ زَمزَمَ؛ تَطييبًا له؛ لِشَرفِ ماءِ زَمزَمَ، وقيلَ: الحِكمةُ في غَسلِ قَلبِه الشَّريفِ به أنَّه به يَقوَى القَلبُ على رُؤيةِ مَلكوتِ السَّمواتِ والأرضِ، والجَنَّةِ والنَّارِ؛ لِأنَّ مِن خَواصِّ ماءِ زَمزَمَ أنَّه يُقوِّي القَلبَ ويُسكِّنُ الرُّوعَ.
ثم جاءَ بطَسْتٍ مِن ذَهَبٍ، وهو وِعاءٌ واسِعٌ مُمتَلئٌ حِكمةً وإيمانًا، فأفرَغَه في صَدرِه الشَّريفِ، ثم أغلَقَ صَدرَه، ورَدَّه كما كان، ثم أخَذَ جِبريلُ عليه السَّلامُ بيَدِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وصَعِدَ به إلى السَّماءِ الدُّنيا في رِحلةِ المِعراجِ، وطَلَبَ جِبريلُ مِن خازِنِ السَّماءِ الدُّنيا وحارِسِها أنْ يَفتَحَ له، وأخبَرَه عن نَفْسِه، وأنَّه جِبريلُ، لَمَّا سَألَه الخازِنُ.
وفي الحَديثِ: فَضلُ ماءِ زَمزَمَ.
وفيه: إخبارُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنِ الغَيبِ، وهو مِن عَلاماتِ نُبُوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.