حدثنا عبد الله، حدثنا أبو عبد الله العنبري، حدثنا أمية بن خالد، حدثنا أبو الجارية العبدي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه " قرأ: {قد بلغت من لدني عذرا} [الكهف: 76] " يثقلها
نَزَلَ القُرآنُ على أحرُفٍ وقِراءاتٍ، لا يُضادُّ بَعضُها بَعضًا، وكانَ في الصَّحابةِ رَضيَ اللهُ عنهم مَن جَمَعَ القُرآنَ وشَهِدَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذلك. وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أُبَيُّ بنُ كَعبٍ رَضيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه قَرَأ: {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} [الكهف: 76]، يُثَقِّلُها"، قَرَأ النُّونَ في {لَدُنِّي} مُثَقَّلةً مُشَدَّدةً، فبِضَمِّ الدَّالِ، وتَشديدِ النُّونِ، وهي قِراءةُ الأكثَرِ، وقرَأَ نافعٌ (لَدُنِي) بضَمِّ الدَّال معَ تَخْفيفِ النُّونِ، والمَعنى: قد أُعذِرْتَ فيما بَيني وبَينَكَ، وقيلَ: قد عَذَروني أنِّي لا أستَطيعُ معكَ صَبرًا، وقيلَ: اتَّضَحَ لكَ العُذرُ في مُفارَقَتي، وبَلَغتَ إلى الغايةِ التي تُعذَرُ بسَبَبِها في فِراقي.
وفي هذه الآيةِ: إشارةٌ إلى الأدبِ مع العالِمِ، وتَرْكِ اعتِراضِ الكَبيرِ على مَن هو أكبَرُ منه.