حديث سهل بن سعد، عن أبي بن كعب12
مسند احمد
حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا حمزة بن حبيب الزيات، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا لأحد بدأ بنفسه، فذكر ذات يوم موسى، فقال: "رحمة الله علينا وعلى موسى، لو كان صبر، لقص الله تعالى علينا من خبره، ولكن قال: {إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا} (1) [الكهف: 76] "
وفي هذا الحَديث يقولُ أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه: "كان رسولُ الله صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم إذا دعَا"، أي: بِطَلَبِ أمرٍ مِن الله سُبحانه وتعالَى له ولِغَيْرِه، "بَدَأ بنفسِه"، أي: يَذكُر ويَقرِن اسمَ غيرِه بعدَه في الدُّعاءِ.
ثُمَّ ذكَر أُبَيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْه ما يدلُّ على ذلك، فقال: "وقال"، أي: النَّبِيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "رَحْمَةُ الله علينا" يَعنِي: الدُّعاءَ لنفسِه، "وعلى مُوسَى"، أي: يَرْحَمُ اللهُ نبيَّه مُوسَى أيضًا، "لو صَبَر"، أي: تحمَّل وتَمالَكَ نفسَه مع الخَضِرِ فحَبَسَها على المَسِيرِ معه إلى آخرِ رِحلَتِه، "لرَأَى مِن صاحبِه"، أي: الخَضِرِ، "العَجَبَ"، أي: أشياءَ أُخرَى لم يَعْتَدْ رُؤيَتَها، "ولكنَّه قال: {إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي}"، أي: أَلْزَمَ نفسَه بألَّا يَسأَلَه، ثُمَّ سأَله؛ فانتَهَى الأمرُ بينَ مُوسَى والخَضِرِ.
وفي الحَدِيثِ: الحثُّ على الصَّبرِ.
وفيه: بيانُ فضلِ مُوسَى والخَضِرِ عليهما السَّلامُ، وأنَّ اللهَ يُؤتِي فضلَه بالعِلم مَن يَشاءُ مِن عِبادِه.