حديث طارق بن شهاب 4
مستند احمد
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن يزيد أبي خالد، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء، فعليكم بألبان البقر، فإنها ترم من كل الشجر»
كلُّ أمورِ الخَلقِ مُقدَّرةٌ بقَدَرِ اللهِ، وقدْ يسَّرَ اللهُ لِعبادِهِ فِعلَ الأسبابِ الَّتي تُوصِلُهم إلى جَلبِ المنافِعِ والخيراتِ، وإلى ما فيه دَفعُ الشُّرورِ والمَضرَّاتِ
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ لم يُنزِلْ داءً"، يَعني: ما أصابَ اللهُ أحدًا مِن عِبادِه مِن بَلاءٍ، ومَرضٍ جَسديٍّ أو نَفْسيٍّ، "إلَّا أنزَلَ له شِفاءً"، أي: عِلاجًا يُزيلُ هذا المرضَ، "إلَّا الهرَمَ"، أي: الكِبَرَ؛ فإنَّه لا دواءَ له؛ "فعليكم بألْبانِ البَقَرِ"، أي: الْزَمُوها كنَوعٍ مِن أنواعِ العِلاجِ؛ "فإنَّها ترُمُّ مِن كلِّ الشَّجرِ"، أي: لا تُبْقي شَجرًا ولا نباتًا إلَّا اعتلَفَتْ منه، فيكونُ لَبنُها مُركَّبًا مِن قُوى أشجارٍ مُختلفةٍ ونَباتاتٍ مُتنوِّعةٍ، فتَنفَعُ في مُختلفِ الأدواءِ؛ إذ قد يُصادِفُ الدَّاءُ دواءَهُ
وفي الحَديثِ: بَيانُ رَحمةِ اللهِ بِعبادِهِ، وأنَّه كما أنزَلَ الدَّاءَ أنزَلَ له الدَّواءَ
وفيه: الإرشادُ إلى تَعلُّمِ طِبِّ الأبدانِ والأَخْذِ بأسبابِ التَّداوي، وأنَّ لَبنَ البَقرِ مِن الأدويةِ النافعةِ بإذنِ اللهِ عزَّ وجَلَّ