حديث عبد الله بن بسر المازني 14
مستند احمد
حدثنا هشام بن سعيد أبو أحمد، حدثنا الحسن بن أيوب الحضرمي، قال: حدثني عبد الله بن بسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كانت أختي تبعثني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالهدية فيقبلها»
كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أكثرَ الخَلقِ تَواضُعًا، ومِن ذلك أنَّه كان يَقْبَلُ الهَديَّةَ مِنْ أصحابِه رَضِي اللهُ عَنْهم حتَّى ولو كانت قَليلةً
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم كان يَقبَلُ الهديَّةَ مِن كلِّ مَن أَهْدَى إليه، ولا يَرُدُّ أيَّ هَديَّةٍ تُقدَّمُ إليه مهْما كانتْ يَسيرةً، كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث الذي أخرجه الإمامان البخاري ومسلم: «لو أُهدِيَ إلَيَّ ذِراعٌ أو كُراعٌ، لَقَبِلْتُ»، وهذا مِن كَرَمِ نفْسِه وحُسنِ خُلُقِه؛ يَتألَّفُ به القُلوبَ. وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا قبل الهدية «يُثِيبُ عليها»، أي: يُكافِئُ مَن أعطاهُ بهَديَّةٍ مِثلَها أو خَيرًا منها؛ مِن بابِ ردِّ الحُسْنى بأحسَنَ منها أو مِثلِها، ولئلَّا يكونَ لأحدٍ عليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدٌ، ولا يَلزَمَه لأحدٍ مِنَّةٌ