حديث عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية المخزومي 2
مسند احمد
حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير أنه قال: أخبرني عبد الله بن أبي أمية، أنه «رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في بيت أم سلمة في ثوب ملتحفا به مخالفا بين طرفيه»
الصَّلاةُ عِبادةٌ رُوحيَّةٌ، وفيها يقِفُ العبدُ بيْنَ يدَيْ ربِّه، ويَنبَغي له أنْ يَستُرَ جسَدَه وعَوْرتَه، وأنْ يكونَ بهَيْئةٍ تَليقُ بجَلالِ اللهِ سُبحانَه، وقدْ بيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما يَجوزُ في الصَّلاةِ، وما لا يَجوزُ
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي عبْدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صلَّى في ثَوبٍ واحدٍ «مُتوشِّحًا»؛ أي: كانت صِفةُ الثَّوبِ الاتِّشاحَ، وهي أنْ يُخرِجَ طَرَفَه الَّذي ألْقاهُ على عاتِقِه الأيْسَرِ مِن تحْتِ يَدِه اليُمْنى، ثمَّ يَعقِدَ طَرَفَيْهما على صَدرِه، وكان يَتَّقي بأطْرافِ هذا الثَّوبِ وزِياداتِه حَرارةَ الأرضِ وبَرْدَها، فيَجعَلُ الثَّوبَ بيْنَه وبيْنَ الأرضِ عندَ السُّجودِ، وفي رِوايةٍ: «ما عليه غيرُه»؛ أي: لم يكُنْ على جسَدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غيرُ هذا الثَّوبِ الَّذي تَوشَّحَ به، ولكنَّه كان ساتِرًا لجسَدِه وعَوْرتِه، وهذا دَليلٌ على مَشروعيَّةِ الصَّلاةِ في الثَّوبِ الواحِدِ إذا كان ساتِرًا للعَوْرةِ والجسَدِ، وكلُّ ذلك إذا كان مَأْمونًا مِن السُّقوطِ والتَّكشُّفِ، على أنَّ الصَّلاةَ في الثَّوبَينِ أفضَلُ، وأتمُّ لمَن يَملِكُ الثَّوبَينِ