حديث فيروز الديلمي 1
مستند احمد
حدثنا يزيد بن عبد ربه، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، عن عبد الله بن فيروز الديلمي، عن أبيه، أنهم أسلموا وكان فيمن أسلم، فبعثوا وفدهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعتهم وإسلامهم، فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم، فقالوا: يا رسول الله، نحن من قد عرفت، وجئنا من حيث قد علمت، وأسلمنا، فمن ولينا؟ قال: «الله ورسوله» قالوا: حسبنا رضينا
الصَّلاةُ في بَيتِ المَقدِسِ لها فضلٌ عظيمٌ، وقدْ قُرِنَ بالمَسجِدِ الحَرامِ في شَدِّ الرِّحالِ، وذُكِرَتْ فَضيلةُ الصَّلاةِ فيه في أكثَرَ مِن حَديثٍ
كما في هذا الحَديثِ، حيثُ يَروي أبو ذَرٍّ الغِفاريُّ رَضيَ اللهُ عنه: "أنَّه سألَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنِ الصَّلاةِ في بَيتِ المَقدِسِ" في المَسجِدِ الأقصى "أفضَلُ، أو في مَسجِدِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فقالَ: صَلاةٌ في مَسجِدي هذا أفضَلُ مِن أربَعِ صَلَواتٍ فيه"، وأكْثَرُ الأحاديثِ أنَّ الصَّلاةَ في مَسجِدِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالمَدينةِ خَيرٌ مِن أَلْفِ صلاةٍ فيما سِواه إلا المسجِدَ الحرامَ، كما ثبت ذلك في الصَّحيحَيْنِ وغيرِهما؛ فعلى هذا يكونُ أجْرُ الصَّلاةِ في المسجِدِ الأقْصَى أفضلَ مِن مِئتينِ وخَمسينَ صَلاةً فيما سِواهِ. ثُمَّ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: "ولَنِعْمَ المُصَلَّى"، فبَيتُ المَقدِسِ مَكانٌ مَمدوحٌ لِلصَّلاةِ فيه؛ لأنَّه "هو أرضُ المَحشَرِ والمَنشَرِ"، حيث يُحشَرُ الناسُ ويُساقونَ إلى أرضِ الشَّامِ، ويُنشَرونَ مِن قُبُورِهم، ثم يُساقونَ إليها، وقيلَ: خُصَّتْ هذه الأرضُ لِتَكونَ كذلك؛ لِأنَّ أكثَرَ الأنبياءِ بُعِثوا منها؛ فانتَشَرتْ في العالَمِ شَرائِعُهم، فَناسَبَ كَونَها أرضَ المَحشَرِ والمَنشَرِ، "ولَيَأْتيَنَّ على الناسِ زَمانٌ ولَقَيْدُ سَوطٍ"، أي: مِقدارُ مَكانٍ مِثلَ السَّوطِ، وهو آلةُ الضَّربِ التي تُتَّخَذُ مِنَ الجِلدِ، "أو قالَ: قَوسِ الرَّجُلِ" وهو آلةُ رَمْيِ السِّهامِ في الحَربِ، "حيثُ يَرَى منه بَيتَ المَقدِسِ" فيَنظُرُ بعَينَيْه إلى بَيتِ المَقدِسِ، "خَيرٌ له، أو أحَبُّ إليه مِنَ الدُّنيا جَميعًا"، ولَعَلَّ ظاهِرَ المعنى: هو حَثٌّ على مُجاوَرةِ بَيتِ المَقدِسِ والسَّكَنِ عِندَه، وتَركِ الهِجرةِ عنه