حديث كعب بن عجرة 12
سنن النسائي
حدثنا قران بن تمام أبو تمام الأسدي، عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن كعب بن عجرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا توضأت، فأحسنت وضوءك، ثم خرجت عامدا إلى المسجد، فلا تشبكن بين أصابعك» قال: قران أراه قال: «فإنك في صلاة»
للذَّهابِ للصَّلاةِ والمَشيِ إليها آدابٌ يَنبَغي للمُسلِمِ الالتِزامُ بها في حالِ انْطِلاقِه للصَّلاةِ بالمَسجدِ
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ كَعبَ بنَ عُجْرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه إذا أتمَّ وُضوءَه، وانْتَهى منه، وخرَج مُتوجِّهًا إلى المَسجِدِ حتَّى دخَلَه؛ فلا يُشبِّكُ أصابِعَه، والتَّشبيكُ هو إدْخالُ أصابِعَ إِحْدى اليدَيْنِ في أصابِعِ الأُخْرى، وفي رِوايةِ أبي داودَ والتِّرمِذيِّ بيَّن له علَّةَ النَّهيِ؛ «فإنَّه في صَلاةٍ»؛ أي: إنَّه إذا دخَل المَسجِدَ للصَّلاةِ فهو في حُكْمِ مَن في الصَّلاةِ
والتَّشْبيكُ بيْنَ الأصابِعِ قدْ يَفعَلُه بعضُ النَّاسِ عبَثًا، وبَعضُهم ليُفَرقِعَ أصابِعَه عندَما يجِدُ مِن التَّمدُّدِ فيها، ورُبَّما قعَد الإنْسانُ فشبَّكَ بيْنَ أصابعِه يُريدُ به الاسْتِراحةَ، وربَّما استَجلَب به النَّومَ؛ فيَكونُ ذلك سبَبًا لانتِقاضِ طُهْرِه، فقيلَ لمَن تَطهَّرَ، وخرَجَ مُتوجِّهًا إلى الصَّلاةِ: لا تُشبِّكْ بيْنَ أصابِعِكَ؛ لأنَّ جَميعَ هذه الوُجوهِ على اخْتِلافِها لا تُلائِمُ الصَّلاةَ، ولا حالَ المُصلِّي