حديث معاوية بن أبي سفيان 28

مستند احمد

حديث معاوية بن أبي سفيان 28

 حدثنا ابن نمير، ويعلى، قالا: حدثنا طلحة يعني ابن يحيى، عن عيسى بن طلحة، قال: سمعت معاوية، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن المؤذنين أطول الناس أعناقا يوم القيامة»

في هذا الحَديثِ بَيانُ فَضلِ المُؤذِّنينَ؛ وفيه يَحكي مؤذِّنُ رَسولِ اللهِ بِلالُ بنُ رَباحٍ رضِيَ اللهُ عنه، أنَّه قال: "يا رَسولَ اللهِ، إنَّ النَّاسَ يتَّجِرون ويَتَّبِعون مَعايِشَهم"، أي: يَعمَلون في التِّجارةِ؛ سَعيًا على كسْبِ المالِ الَّذي يُساعِدُهم في تلْبيةِ حاجاتِ حياتِهم، "ولا نَستطيعُ أنْ نَفعَلَ ذلك"، أي: نُماثِلُهم في العَمَلِ بالتِّجارةِ والسَّعيِ في كسْبِ المالِ، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "ألَا تَرْضى أنَّ المُؤذِّنين أطوَلُ النَّاسِ أعناقًا يومَ القِيامةِ؟" ومعناهُ: أنَّهم أكثَرُ النَّاسِ تَشوُّفًا إلى رَحمةِ اللهِ تعالى؛ لأنَّ المُتشوِّفَ يُطِيلُ عُنقَه إلى ما يَتطلَّعُ إليه؛ فمعناهُ: كَثرةُ ما يَرَوْنَه مِن الثَّوابِ. وقيل: إنَّهم إذا أَلْجَمَ النَّاسَ العَرَقُ يومَ القِيامةِ طالَتْ أعْناقُهم؛ لِئلَّا يَنالَهم ذلك الكَرْبُ والعَرَقُ. وقيل: إنَّهم رُؤَساءُ النَّاسِ؛ لأنَّ العرَبَ تَصِفُ السَّادةَ بِطُولِ الأعناقِ، وعلى كلٍّ: ففيه فضْلُ المُؤذِّنين على سائرِ النَّاسِ، وتَخصيصُهم بهذه الصِّفَةِ يومَ القِيامةِ