رفع الصوت بالأذان 3
سنن النسائي
أخبرنا إسماعيل بن مسعود ومحمد بن عبد الأعلى قالا: حدثنا يزيد يعني ابن زريع قال: حدثنا شعبة، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبي يحيى، عن أبي هريرة سمعه من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المؤذن يغفر له بمد صوته ويشهد له كل رطب ويابس»
لصَلاةِ الجَماعةِ والحِرْصِ على صُفوفِها الأُولى فَضْلٌ عظيمٌ، وكذلك للمُؤذِّنينَ الَّذين يُنادُونَ بها- أجرٌ عظيمٌ عندَ اللهِ سُبحانَه وتعالى
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّ اللهَ وملائكتَه يُصلُّونَ"، والمرادُ بالصَّلاةِ مِن اللهِ على العبدِ: الثَّناءُ عليه عند الملائكةِ في الملأِ الأعلى، وقيل: الرَّحمةُ والمغفرةُ والتَّطهيرُ، وقيل: كلاهما، والصَّلاةُ عليه مِن الملائكةِ: أن تستغفِرَ وتدعُوَ للعبدِ، "على الصَّفِّ المُقدَّمِ"، أي: الأوَّلِ، "والمُؤذِّنُ يُغفَرُ له بمَدِّ صوتِه"، أي: يغفِرُ اللهُ له ذنوبَه غايةَ المغفرةِ إذا بلَغ غايةَ صوتِه ونهايتَه، "ويُصدِّقُه مَن سمِعَه"، أي: يشهَدُ له يومَ القيامةِ كلَّ شيءٍ سَمِع أذانَه "مِن رَطْبٍ ويابسٍ" أي: كلُّ نباتٍ وحجَرٍ وما في معناهما، بل كلُّ مخلوقٍ مِن إنسٍ وجِنٍّ وحيوانٍ وغيرِ ذلكَ، "وله مِثْلُ أجرِ مَن صلَّى معه"، أي: للمُؤذِّنِ مِثْلُ أجرِ الَّذين حضَروا للصَّلاةِ معه بهذا الأذانِ، وقيل: إنْ كان إمامًا، أو مع إمامِه، إنْ كان مُقتدِيًا بإمامٍ آخَرَ
وفي الحديثِ: الحثُّ والتَّرغيبُ في الصَّلاةِ في الصَّفِّ الأوَّلِ
وفيه: الحثُّ والتَّرغيبُ في الأذانِ
وفيه: شهودُ الأرضِ بما يحدُثُ عليها مِن حسَناتٍ لصاحبِها