فضل الحج 2

سنن النسائي

فضل الحج 2

 أخبرنا عيسى بن إبراهيم بن مثرود، قال حدثنا ابن وهب، عن مخرمة، عن أبيه، قال سمعت سهيل بن أبي صالح، قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وفد الله ثلاثة: الغازي، والحاج، والمعتمر "

تَتعدَّدُ مَقاصِدُ المسافِرين؛ فمِنهم مَن يَطلُبُ في سَفَرِه مَقصِدًا مِن مقاصِدِ الدُّنيا، ومنهم مَن يَطلبُ اللهَ عزَّ وجلَّ

وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "وَفْدُ اللهِ عزَّ وجلَّ ثلاثَةٌ"، أي: يَختصُّ اللهُ عزَّ وجلَّ مِن المسافرين بثَلاثةِ أَشخاصٍ، فيُعينُهم ويَحفَظُهم؛ "الغَازي"، أي: الَّذي يَخرُجُ للجِهادِ والغَزوِ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، "والحاجُّ"، أي: الَّذي يَخرُجُ للحَجِّ، "والمعتمِرُ"، أي: الَّذي يَخرُجُ لأداءِ العُمرةِ
قيل: وإنَّما اقتصَر على هؤلاء الثَّلاثةِ؛ لِمَا لهم مِن عَظيمِ الأَجرِ والثَّوابِ، وقيل: بل ليس مُرادُه الحَصرَ بالثَّلاثةِ؛ إذ مِن ذلك: السَّفرُ لطلَبِ العِلمِ، والسَّفرُ إلى المساجِدِ الثَّلاثةِ، كما في الصَّحيحَينِ، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلَّا إلى ثَلاثةِ مَساجِدَ: إلى المَسْجِدِ الحَرامِ، ومَسْجِدي هذا، والمَسْجِدِ الأقْصَى
وفي الحديثِ: الترغيبُ في الخروجِ للغزوِ والحجِّ والعُمرةِ