فضل عمار بن ياسر 3
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبيد الله بن موسى (ح)
وحدثنا علي بن محمد، وعمرو بن عبد الله، قالا جميعا: حدثنا وكيع، عن عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن يسار
عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عمار ما عرض عليه أمران إلا اختار الأرشد منهما" (1).
أخبَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنَّ أصحابَه كالنُّجومِ، وأنَّ في اتِّباعِهم الهُدَى والرَّشادَ، وقد ذَكَر النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مَيزاتِ بَعضٍ مِن أصحابِه، وكان عمَّارُ بنُ ياسرٍ مِن الصَّحابةِ الَّذين أثنَى عليهم النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ وذكَرَهم ببعضِ المَيْزاتِ، وفي هذا الحديثِ تقولُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "ما خُيِّرَ عمَّارٌ بين أمرينِ"، أي: يختارُ بينهما، "إلا اختارَ أَسَدَّهما"، أي: أصلَحَهما وأصوَبَهما، وفي روايةٍ: "أرشَدَهما"، وفي أخرى: "أيسَرَهما"؛ وذلك مِن حِرْصِه رضِيَ اللهُ عنه على ما فيه قُرْبٌ إلى اللهِ تعالى، وكأنَّه رضِيَ اللهُ عنه جُبِلَ على ذلك؛ يميِّزُ بين الحسَنِ والأحسَنِ، والفاضلِ والأفضَلِ، فإذا عُرِضَ عليه مباحٌ ومندوبٌ، اختارَ المندوبَ.
وفي الحديثِ: مَنقبةٌ جليلةٌ لعمارٍ وبيانٌ لفَضْلِه رضِيَ اللهُ عنه.