كتاب الحروف والقراءات
حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى عن حمزة الزيات عن أبى إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبى بن كعب قال كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دعا بدأ بنفسه وقال « رحمة الله علينا وعلى موسى لو صبر لرأى من صاحبه العجب ولكنه قال (إن سألتك عن شىء بعدها فلا تصاحبنى قد بلغت من لدنى) ». طولها حمزة.
للدعاء أحكام وآداب علمنا إياها النبي صلى الله عليه وسلم، ومن تلك الآداب: أن يبدأ الإنسان بنفسه، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا لأحد مع دعائه لنفسه
وفي هذا الحديث يقول أبي بن كعب رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا"، أي: بطلب أمر من الله سبحانه وتعالى له ولغيره، "بدأ بنفسه"، أي: يذكر ويقرن اسم غيره بعده في الدعاء
ثم ذكر أبي رضي الله عنه ما يدل على ذلك، فقال: "وقال"، أي: النبي صلى الله عليه وسلم: "رحمة الله علينا" يعني: الدعاء لنفسه، "وعلى موسى"، أي: يرحم الله نبيه موسى أيضا، "لو صبر"، أي: تحمل وتمالك نفسه مع الخضر فحبسها على المسير معه إلى آخر رحلته، "لرأى من صاحبه"، أي: الخضر، "العجب"، أي: أشياء أخرى لم يعتد رؤيتها، "ولكنه قال: {إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني}"، أي: ألزم نفسه بألا يسأله، ثم سأله؛ فانتهى الأمر بين موسى والخضر
وفي الحديث: الحث على الصبر
وفيه: بيان فضل موسى والخضر عليهما السلام، وأن الله يؤتي فضله بالعلم من يشاء من عباده