كتاب الحروف والقراءات
حدثنا أبو كامل حدثنا عبد العزيز - يعنى ابن المختار - حدثنا ثابت عن شهر بن حوشب قال سألت أم سلمة كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- -صلى الله عليه وسلم- يقرأ هذه الآية (إنه عمل غير صالح) فقالت قرأها (إنه عمل غير صالح) قال أبو داود ورواه هارون النحوى وموسى بن خلف عن ثابت كما قال عبد العزيز.
نزل القرآن على سبعة أحرف؛ للتيسير على الناس، ومن هذه القراءات ما يقتصر على التوضيح والتفسير، وكل ذلك بيان لعظمة الله سبحانه وتعالى
وفي هذا الحديث يقول شهر بن حوشب: "سألت أم سلمة: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية"، أي: كيف كان يضبط حروفها: "{إنه عمل غير صالح}؟"، أي: بفتح الميم وضم اللام وتنوينها في "عمل"، وضم الراء في "غير"، والمعنى على هذه القراءة: سؤالك وطلبك نجاة ولدك عمل غير صالح
فأجابته أم سلمة، قالت: "قرأها: ((إنه عمل غير صالح))"، أي: بكسر الميم وفتح اللام في "عمل" على أنه فعل ماض، وفتح الراء في "غير"، والمعنى على هذه القراءة: أن ابنك قد عمل عملا غير صالح؛ من الإشراك بالله، وعدم الإيمان، وكلا الضبطين يوضح معنى الآية ويبينه، وكلاهما قرأ به النبي صلى الله عليه وسلم
ولعل جواب أم سلمة رضي الله عنها يعني: أن أكثر قراءته لتلك الآية كان بكسر الميم وفتح اللام في "عمل" وفتح الراء في "غير"، أو: أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها هكذا، وعلمها بالوجهين، فلا يكون كاتما لباقي أوجه القرآن
وفي الحديث: سؤال التابعين أمهات المؤمنين فيما أشكل عليهم
وفيه: تعليم المرأة العالمة الرجل، مع اتخاذ أسباب التحرز؛ مثل: الحجاب، وعدم الخلوة
وفيه: نزول القرآن على أحرف وقراءات لا يضاد بعضها بعضا