كيف يقضى الفائت من الصلاة 1
سنن النسائي
أخبرنا هناد بن السري، عن أبي الأحوص، عن عطاء بن السائب، عن بريد بن أبي مريم، عن أبيه قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأسرينا ليلة، فلما كان في وجه الصبح، نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنام ونام الناس، فلم يستيقظ إلا بالشمس قد طلعت علينا، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤذن، فأذن، ثم صلى الركعتين قبل الفجر، ثم أمره فأقام فصلى بالناس، ثم حدثنا بما هو كائن حتى تقوم الساعة»
الصَّلاةُ أعظَمُ أركانِ الإسْلامِ العَمليَّةِ، ولها أهمِّيَّتُها الخاصَّةُ في الشَّرعِ، وقدْ جعَلَ اللهُ تعالَى لها أوْقاتًا مَعلومةً تُؤدَّى فيها، ومَن فاتَه الوقتُ فعليه أنْ يَقْضيَها ولا يَترُكَها
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنْه أنَّهم كانوا في سَفرٍ مَعَ نَبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فعَرَّسوا، أي: نَزَلوا مَنزِلًا آخِرَ اللَّيلِ للنَّومِ وَالاستِراحةِ، فلمْ يَستَيقِظوا من نَومِهم حتَّى طَلعَتِ الشَّمسُ، فأيْقظَتْهم حَرارتُها، كما في حَديثِ عِمرانَ بنِ حُصينٍ رَضيَ اللهُ عنه المتَّفَقِ عليه، وترتَّبَ على ذلك فواتُ صَلاةِ الصُّبحِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمَّا استَيقَظَ لأصْحابِه رَضيَ اللهُ عنهم: «لِيَأخُذْ كُلُّ رَجلٍ بِرَأسِ راحلَتِه»، أي: يُمسِكُ بزِمامِ دابَّتِه ويخرُجُ مِن هذا المَكانِ؛ «فإنَّ هذا مَنزِلٌ حَضَرَنا فيه الشَّيطانُ»، وكان سببًا في غَفلتِهم عن وقتِ الصَّلاةِ في هذا المكانِ، فكأنَّه ما زالَ قائمًا حولَهم بالغَفلةِ، فأرادَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بانصِرافِهم منَ المكانِ أنْ يبتَعِدَ عنِ الشَّيطانِ، فاسْتَجابوا لأمرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وخَرَجوا من مَكانِهم، ثُمَّ ساروا بعضَ الوقتِ في الطَّريقِ، فدَعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالماءِ فتَوضَّأَ، «ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَينِ»، وفي رِوايةٍ: «ثُمَّ صلَّى سَجدَتينِ»، أيْ: صلَّى رَكعتَينِ، عِوضًا عن سُنَّةِ الفَجرِ، ثُمَّ أُقيمَتِ الصَّلاةُ للفَريضةِ، «فَصلَّى الغَداةَ»، وهي صَلاةُ الفَجرِ
وفي الحَديثِ: قَضاءُ النَّافلةِ الرَّاتبةِ
وَفيه: تَسميةُ صَلاةِ الصُّبحِ بِالغَداةِ
وفيه: اجْتنابُ مواضِعِ الشَّيطانِ