مسند أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه 31
حدثنا سويد بن عمرو، حدثنا أبان، حدثنا يحيى، عن الحضرمي بن لاحق، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا هامة، ولا عدوى، ولا طيرة إن يك، ففي المرأة، والفرس، والدار "
قَوْلُهُ : "لَا هَامَةَ " : - بِتَخْفِيفِ الْمِيمِ ، وَجُوِّزَ تَشْدِيدُهَا - : طَائِرٌ كَانُوا يَتَشَاءَمُونَ بِهِ .
"وَلَا عَدْوَى " : هِيَ مُجَاوَزَةُ الْعِلَّةِ مِنْ صَاحِبِهَا إِلَى غَيْرِهِ .
"وَلَا طِيَرَةَ " : - بِكَسْرٍ فَفَتْحٍ ، وَقَدْ تُسَكَّنُ - : التَّشَاؤُمُ بِالشَّيْءِ ، وَالْمَقْصُودُ : إِبْطَالُ مُعْتَقَدَاتِ الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ تَأْثِيرِ بَعْضِ الْأَشْيَاءِ ، وَمَعْنَى :
"إِنْ يَكُنْ " : أَيِ : الشُّؤْمُ بِإِجْرَاءِ الْعَادَةِ لَا بِالتَّأْثِيرِ ; أَيْ : فَلَوْ تَشَاءَمَ بِهَا إِنْسَانٌ بِالنَّظَرِ إِلَى كَوْنِهَا أَسْبَابًا عَادِيَّةً ، لَكَانَ ذَاكَ جَائِزًا ، وَقِيلَ : هُوَ بَيَانُ أَنَّهُ لَوْ كَانَ ، لَكَانَ فِي هَذِهِ الْأَشْيَاءِ ، لَكِنَّهُ غَيْرُ ثَابِتٍ فِي هَذِهِ الْأَشْيَاءِ ، فَلَا ثُبُوتَ لَهُ أَصْلًا ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .