مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه187
مسند احمد
حدثنا ابن نمير، حدثنا الأعمش، حدثنا عطية بن سعد - بباب هذا المسجد - قال: سمعت أبا سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع في الأفق من آفاق السماء، وأبو بكر وعمر منهم وأنعما " (2)
يتَفاوَتُ أهلُ الجَنَّةِ في مَنازِلِهم تَفاوُتًا عظيمًا، كلٌّ حسَبَ فَضلِه وحَسناتِه، وعطاءِ اللهِ له.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن حالِ أهلِ الدَّرجاتِ العُلَى في الجنةِ، وأنَّ أبا بَكرٍ وعُمرَ رضِيَ اللهُ عنهما مِن أصحابِ الدَّرجاتِ العلى في الجَنَّةِ، فيقولُ: "إنَّ أهْلَ الدَّرَجاتِ العُلى"، أي: أصحابَ الدَّرَجاتِ العُلْيا حِسِّيًّا ومعنَويًّا في الجنَّةِ، "لَيَراهم مَن تَحتَهم"، أي: ممَّن هو أدنى مرتَبةً مِنهم، وأسفَلُ مِنهم، "كما تَرَون النَّجمَ الطَّالِعَ في أُفُقِ السَّماءِ"، أي: ذلك بُعدُهم على مَن هو أدْنى مِنهم مَرتبةً، فكذلك المسافةُ بينَهم، "وإنَّ أبا بكرٍ وعُمرَ مِنهم"، أي: إنَّ أبا بَكرٍ وعُمرَ مِن أصحابِ الدَّرجاتِ العُلى الَّتي تلك صِفَتُهم، "وأنْعَمَا"، مِن (أنعم)، أي: زادَا فَضلًا على تِلك المرتبةِ والمنزلةِ، أو دخلًا في النَّعيم، وقيل: معناها: صارَا في هذا النَّعيمِ.
وفي الحديثِ: بيانُ تَفاوُتِ أهلِ الجنَّةِ في المنازِلِ.
وفيه: بيانُ فَضلِ أبي بكرٍ وعُمرَ رضِيَ اللهُ عنهما على غيرِهما.