‌‌مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه188

مسند احمد

‌‌مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه188

حدثنا ابن نمير، أخبرنا عبيد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري، عن نهار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أحدكم ليسأل يوم القيامة حتى يكون فيما يسأل عنه أن يقال: ما منعك أن تنكر المنكر إذ رأيته؟ قال: فمن لقنه (1) الله حجته قال: رب رجوتك، وخفت الناس " (2)

جعَلَ اللهُ سُبحانَه الخيريَّةَ في هذه الأمَّةِ وفضَّلَها به على سائرِ الأممِ؛ ووصفَها بأنَّها تَأمُرُ بالمعروفِ، وتَنْهى عن المنكَرِ، وستُسألُ عن التقصيرِ في هذا.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو سعيدٍ الخُدْريُّ رَضِي اللهُ عَنه: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يقولُ: "إنَّ اللهَ لَيَسأَلُ العبدَ يومَ القيامةِ"، أي: يَسأَلُه عن كلِّ شيءٍ، "حتَّى يقولَ: ما منَعَك إذْ رأيتَ المنكَرَ أن تُنكِرَه؟!"، أي: ما عُذرُك في عدَمِ النَّهيِ عن المنكَرِ عِندَ حُضورِك له؟! "فإذا لَقَّن اللهُ"، مِن التَّلقينِ والتَّفهيمِ، أيْ: فَهَّم وألْهَم "العبدَ حُجَّتَه"، أي: بُرهانَه في جوابِه لربِّه، "قال"، أي: العبدُ: "يا ربِّ رَجَوتُك" أن تَغفِرَ لي ولا تُؤاخِذَني بتَركِ النَّكيرِ، "وفَرِقْتُ مِن النَّاسِ"، أيْ: خِفتُ مِنهم، فسامَحتُ في حقِّك؛ اعتِمادًا على أنَّك كريمٌ مَرجُوٌّ؛ لكَمالِ فَضلِك ولُطفِك.
وفي الحديثِ: الحثُّ على إنكارِ المنكَرِ.