مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه243
حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يدعى نوح عليه السلام يوم القيامة، فيقال له: هل بلغت، فيقول: نعم، فيدعى قومه، فيقال لهم: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير - أو ما (1) أتانا من أحد - قال: فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، قال: فذلك قوله: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} [البقرة: 143] ، قال: الوسط العدل، قال: فيدعون فيشهدون (2) له بالبلاغ، قال: ثم أشهد عليكم " (3)
خصَّ اللهُ سبحانه وتعالى الأمَّةَ الإسلاميَّةَ على غيرِها مِن الأمم بخَصائِصَ عِدَّةٍ، منها أنَّها تَشهَدُ للرُّسلِ على أُممِهم بإيصالِ الرِّسالةِ؛ تصديقًا لكلامِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفي هذا الحَديثِ يفسِّرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قولَه تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]، فيقولُ: "عَدْلًا"، أي: إنَّ الوسَطَ في الآيةِ يَعْني العدْلَ والإنصافَ دونَ تفريطٍ أو إفراطٍ؛ وذلك لأنَّهم يَشهَدون للأنبياءِ السَّابقين على أُمَمِهم أنَّه قد أبلَغوهم رِسالةَ ربِّهم.
وفي الحديثِ: فَضيلةٌ ومَنقَبةٌ للأمَّةِ الإسلاميَّةِ.