مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه618
مسند احمد
حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط، أن أبا سلمة، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، أخبراه أنهما، سمعا أبا سعيد الخدري يحدث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " قسم بينهم طعاما مختلفا، بعضه أفضل من بعض "، قال: فذهبنا نتزايد بيننا، " فمنعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتبايعه إلا كيلا بكيل لا زيادة فيه " (2)
القاعدة النبويّة العظيمة التي قرّرها رسول الله – صلى الله عليه وسلم - بقوله: ( ما ملأ ابن آدم وعاءً شرا من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيماتٍ يقمن صلبه ، فإن كان لا بد فاعلا ، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) أخرجه أحمد والترمذي ، فالمهم إذاً أن يجد الإنسان ما يحفظ له حياته، لا أن يكون تناول الطعام وتنويعه هدفاً بحدّ ذاته، ولك أن تشربي الشوربة مع الطعام، ولك أن تشربي الشوربة قبل الطعام كفاتح للشهية، لا حرج ولا فضل لذلك على ذاك.
وإذا تتبّعنا ما كان يأكله النبي – صلى الله عليه وسلم – لمسنا عدم تكلّفه ، فقد ورد عنه أكل الحلوى والعسل، وأكل الرطب والتمر، وشرب اللبن خالصا ومشوباً –أي مخلوطاً بغيره - والسويق – وهو طعام يُصنع من الحنطة والشعير - وأكل الأقط – اللبن المجفف- وأكل التمر بالخبز، وأكل الخبز بالخل أو الزيت، وأكل الثريد -وهو الخبز باللحم- وأكل الخبز بالشحم المذاب، وغير ذلك مما ورد في السنّة.
وكان -عليه الصلاة والسلام- يحبّ الثريد بشكلٍ خاص، حتى جعل فضل عائشة -رضي الله عنها- على سائر نسائه كفضل الثريد على سائر الطعام، متفق عليه، وكان – صلى الله عليه وسلم- يحبّ من اللحم الظهر والكتف، وكان يقول: (أطيب اللحم لحم الظهر) صححه الحاكم ووافقه الذهبي، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعوة، فرُفع إليه الذراع وكانت تعجبه، متفق عليه.