مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه671
مسند احمد
حدثنا روح، وعبد الصمد، وأبو عامر، قالوا: حدثنا هشام بن أبي عبد الله، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي إبراهيم، قال أبو عامر، عن أبي إبراهيم الأنصاري، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حلقوا رءوسهم عام الحديبية، غير عثمان بن عفان وأبي قتادة " فاستغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاث مرار، (1) وللمقصرين مرة " (2)
وفي هذا الحديثِ يَحكي ابنُ عمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كرَّرَ الدُّعاءِ للذينَ يَحلِقون شَعْرَهم في مَناسِكِهم أنْ يَرحَمَهم اللهُ تعالَى، وكان ذلك في حَجَّةِ الوداعِ في السَّنةِ العاشرةِ مِن الهِجرةِ، أو في عامِ الحُديْبيَةِ، أو فيهما جميعًا.
فسَأَلَه الصَّحابةُ أنْ يَدْعو للمُقصِّرين مِثلَ ما دَعا للمُحلِّقين، فأجابَهُم لذلك وقال: «والمُقصِّرين»، في المرَّةِ الثانيةِ، أو الثالثةِ، أو الرابعةِ.
والحلْقُ أو التَّقصيرُ في الحجِّ شَعيرةٌ مِن شَعائرِ الحجِّ، وبه يَتحلَّلُ المُحرِمُ مِن إحرامِه، ويكونُ بعْدَ رمْيِ جَمرةِ العقَبةِ، وبعْدَ ذَبْحِ الهدْيِ إنْ كان معه، وقبْلَ طَوافِ الإفاضةِ.
وفي الحديثِ: الدُّعاءُ بالرحمةِ للأحياءِ، وأنَّ ذلك ليسَ مقصورًا على الأمواتِ، بل تكونُ الرحمةُ للأحياءِ والأمواتِ.