مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 755

مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 755

حدثنا وهب بن جرير، قال: أخبرني شعبة، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، " ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الدجال، قال: " هو أعور هجان، كأن رأسه أصلة، أشبه رجالكم به عبد العزى بن قطن، فإما هلك الهلك، فإن ربكم عز وجل ليس بأعور " (4)

قَوْلُهُ : "هِجَانٌ " : - بِكَسْرٍ وَتَخْفِيفٍ - 

فِي "النِّهَايَةِ" وَغَيْرِهَا ; أَيْ : أَبْيَضُ ، يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَغَيْرُهُ 

وَفِي "الْقَامُوسِ " : الْخِيَارُ مِنَ الْإِبِلِ الْبِيضِ ، وَالرَّجُلُ الْخَبِيثُ 

 "أَزْهَرُ " : الْأَبْيَضُ الْمُسْتَنِيرُ 

* "أَصَلَةٌ " : - بِفَتْحَتَيْنِ وَإِهْمَالِ صَادٍ - 

فِي "النِّهَايَةِ " : الْأَفْعَى ، وَقِيلَ : الْحَيَّةُ الْعَظِيمَةُ الضَّخْمَةُ الْقَصِيرَةُ ، وَالْعَرَبُ تُشَبِّهُ الرَّأْسَ الصَّغِيرَ الْكَثِيرَ الْحَرَكَةِ بِرَأْسِ الْحَيَّةِ 

 "فَإِمَّا " أَصْلُهُ : "إِنِ" الشَّرْطَيَّةُ ، وَ"مَا" الزَّائِدَةُ ، فَأُدْغِمَتْ نُونُ "إِنِ" الشَّرْطِيَّةِ فِي مِيمِ "مَا" الزَّائِدَةِ .

 "هَلَكَ " : فِعْلٌ مَاضٍ 

 "الْهُلُكُ " : - بِضَمَّتَيْنِ - 

وَفِي "الصِّحَاحِ " : قَوْلُهُمْ : افْعَلْ ذَلِكَ إِمَّا هَلَكْتَ هُلُكُ - بِضَمِّ الْهَاءِ وَاللَّامِ - غَيْرُ مَصْرُوفٍ ; أَيْ : عَلَى كُلِّ حَالٍ ، انْتَهَى 

يُرِيدُ : أَنَّ مَجْمُوعَ هَذَا الْكَلَامِ يُرَادُ بِهِ : أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ عَلَى كُلِّ حَالٍ 

وَمِثْلُهُ فِي "الْقَامُوسِ " ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ : وَقَدْ يُصْرَفُ أَيْضًا 

وَقَالَ : إِنَّهُ وَقَعَ "الْهُلُكُ" فِي "مُسْنَدِ أَحْمَدَ" بِالتَّعْرِيفِ بِأَلْ ، وَظَاهِرُهُ أَنَّهُ يُسْتَعْمَلُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ بِدُونِ أَلْ ، وَحَاصِلُ مَا فِي "النِّهَايَةِ" أَنَّهُ يُحْتَمَلُ أَنَّ "الْهُلُكَ" - بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ - ; أَيْ : بِضَمِّ الْهَاءِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ الْمَفْتُوحَةِ - جَمْعُ هَالِكٍ ; أَيْ : فَإِنْ هَلَكَ بِهِ نَاسٌ جَاهِلُونَ ، وَضَلُّوا ، فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، أَوْ - بِالتَّخْفِيفِ - ; أَيْ : - بِضَمَّتَيْنِ بِلَا تَشْدِيدِ لَامٍ - فَالْمَعْنَى : عَلَى كُلِّ حَالٍ ، وَ"هُلُكُ" صِفَةٌ مُفْرَدَةٌ بِمَعْنَى : هَالِكَةٍ ; كَنَاقَةٍ سُرُحُ ، وَامْرَأَةٍ عُطُلُ ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : فَكَيْفَمَا كَانَ الْأَمْرُ ، فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ 

وَفِي "الْمَجْمَعِ " : رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ